الاقتصاد العالمي 2020.. إلى ازدهار أم انتكاسة جديدة (3)

الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬2020إلى‭ ‬ازدهار‭ ‬أم‭ ‬انتكاسة‭ ‬جديدة؟

‮»‬‭ ‬علي‭ ‬أبوالخير‭ )‬باحث‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الدولي ‭(
بعد‭ ‬أن‭ ‬شهد‭ ‬أداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬والعقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬توسعاً‭ ‬كبيراً‭ ‬ومتسارعاً،‭ ‬وازدهاراً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬وحركة‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬بداية‭ ‬لتغير‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد،‭ ‬ومازالت‭ ‬ملامحه‭ ‬مسيطرة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فقد‭ ‬تراجع‭ ‬زخم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬وأصبحت‭ ‬حركة‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬أقل‭ ‬مرونة،‭ ‬ومالت‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية‭ ‬للدول‭ ‬إلى‭ ‬الانعزالية‭ .(‬1‭)‬

خيمت‭ ‬تبعات‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والمعطيات‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬نموه‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬5‭%‬،‭ ‬وهو‭ ‬النمو‭ ‬الأدنى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬مقارنة‭ ‬بنمو‭ ‬بلغ‭ ‬3‭.‬2‭% ‬و3‭.‬1‭% ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2017‭ ‬و2018 ‭(‬2‭) ‬.وقد‭ ‬وصف‭ ‬الصندوق‭ ‬تراجع‭ ‬النمو‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬بـ»الخطير‮»‬،‭ ‬وأرجعه‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬الحواجز‭ ‬التجارية،‭ ‬بشكل‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬المحيط‭ ‬بالتجارة؛‭ ‬بجانب‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬كالشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬‮«‬متفردة‮»‬،‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬ضغوط‭ ‬كلية‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬الأسواق‭ ‬الصاعدة؛‭ ‬وعوامل‭ ‬هيكلية،‭ ‬مثل‭ ‬نمو‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الضعيف‭ ‬وشيخوخة‭ ‬التركيبة‭ ‬الديمغرافية‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭.(‬3‭)‬‭‬
ظلال‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬تُضعف‭ ‬النمو‭ ‬العالمي
تلخص‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬ومعطيات‭ ‬غير‭ ‬مواتية‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شكل‭ ‬ستظل‭ ‬ذات‭ ‬ثقلٍ‭ ‬وصدى‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أدائه‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020؛‭ ‬فبرغم‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬يرى‭ ‬فرصاً‭ ‬لعودة‭ ‬بعض‭ ‬الزخم‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬لكن‭ ‬تقديراته‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬مستوى‭ ‬2‭.‬7‭%‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬رقم‭ .(‬1‭) ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬منطقياً‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬بعيدٍ،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الميل‭ ‬إلى»الإنعزالية‮»‬‭ ‬ستظل‭ ‬سمة‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية‭ ‬للاقتصادات‭ ‬الكبرى‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬لفترة‭ ‬زمنية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬وخمسة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭.‬
وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬العنوان‭ ‬الرئيسي‭ ‬لحالة‭ ‬الانعزالية‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬شهدت‭ ‬تراجعاً‭ ‬نسبياً‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬الدولتان‭ ‬اقترابهما‭ ‬من‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬تجاري‭ ‬أطلقتا‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬اتفاق‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭‭،(‬4‭) ‬2020 ‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬تصور‭ ‬انتهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كلياً‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عوامل‭ ‬عدة،‭ ‬أهمها‭ ‬صعوبة‭ ‬تسوية‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬كقضية‭ ‬العملة‭ ‬الصينية،‭ ‬المُقيَّمة‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬قيمتها،‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تُنكِر‭ ‬فيه‭ ‬الصين‭ ‬ذلك؛‭ ‬بجانب‭ ‬التوجه‭ ‬السلبي‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الشركات‭ ‬والمنتجات‭ ‬الصينية،‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الموقع‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬يبقي‭ ‬على‭ ‬رسوم‭ ‬نسبتها‭ ‬25‭% ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬صينية‭ ‬بقيمة‭ ‬250‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭(5) ‬ .كما أن الصبغة‭ ‬الأيديولوجية،‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬التوجهات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬ودفعته‭ ‬لتبني‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬أولاً‮»‬،‭ ‬وانعكست‭ ‬في‭ ‬إيمانه‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الحمائية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ازدهار‭ ‬وقوة‭ ‬كبيرين‮»‬‭ ‬لبلاده‭(‬6‭)‬،‭ ‬ستبقى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬محددة‭ ‬لسياساته‭ ‬تجاه‭ ‬الصين‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬
تحدي‭ ‬تباطؤ‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الصاعدة
هناك‭ ‬عامل‭ ‬ثاني‭ ‬سيُلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وهو‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الصاعدة،‭ ‬وهو‭ ‬عامل‭ ‬مهم‭ ‬ومحوري،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاقتصادات‭ ‬ظلت‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬الأكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي‭ ‬طوال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تجاوز‭ ‬نموها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السنوات‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬2011‭-‬2014،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬رقم‭. (‬2‭) ‬ومع‭ ‬تجاوز‭ ‬الوزن‭ ‬النسبي‭ ‬للاقتصادات‭ ‬الصاعدة‭ ‬56‭% ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكلي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وتراجع‭ ‬الوزن‭ ‬النسبي‭ ‬للاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬إلى‭ ‬44‭% ‬منه،‭ ‬فإن‭ ‬تراجع‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬المتوقع‭ ‬لتلك‭ ‬الاقتصادات‭ ‬مستوى‭ ‬3‭.‬9‭% ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬كأدنى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬فسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬فقدان‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزخم‭.‬
ويمكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تباطؤ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬ككل،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الصاعدة‭ ‬حجماً،‭ ‬وهو‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصاد‭ ‬عالمياً،‭ ‬بناتج‭ ‬محلي‭ ‬إجمالي‭ ‬بلغ‭ ‬14‭.‬1‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2019‭(‬7‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬يساوي‭ ‬16‭.‬2‭% ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬ظل‭ ‬نموه‭ ‬محفزاً‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ببلوغه‭ ‬9‭.‬5‭% ‬سنويّاً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فإن‭ ‬تباطؤ‭ ‬نموه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وبلوغه‭ ‬نحو‭ ‬6‭.‬2‭% ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬أفقد‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬مكانته‭. ‬ولأن‭ ‬تقديرات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬5‭.‬8‭% ‬عام‭ ‬2020‭(‬8‭)‬،فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سيولد‭ ‬بدوره‭ ‬ضغوطاً‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬خلال‭ ‬العام‭.‬
فقاعة‭ ‬ديون‭ ‬عالمية‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق
هناك‭ ‬عامل‭ ‬ثالث‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬العاملين‭ ‬السابقين،‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬طوال‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وهو‭ ‬يرتبط‭ ‬بالارتفاع‭ ‬المتواصل‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬الديون‭ ‬العالمية‭(‬9‭)‬،التي‭ ‬تشير‭ ‬تقديرات‭ ‬معهد‭ ‬التمويل‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬بلوغها‭ ‬253‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬بنسبة‭ ‬تبلغ‭ ‬322‭% ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي،‭ ‬وترجح‭ ‬تقديرات‭ ‬المعهد‭ ‬بلوغها‭ ‬257‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬2020‭(‬10‭)‬؛‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاعها‭ ‬بهذا‭ ‬المعدل‭ ‬فقد‭ ‬تتجاوز‭ ‬263‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬العام‭. ‬ويمثل‭ ‬الارتفاع‭ ‬المتواصل‭ ‬للديون‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬خطراً‭ ‬محدقاً‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬يهدد‭ ‬بارتفاع‭ ‬مخاطر‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬السداد،‭ ‬ويدفع‭ ‬نحو‭ ‬أزمة‭ ‬مالية‭ ‬عالمية‭ ‬مشابهة‭ ‬لأزمة‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى‭ ‬فإنه‭ ‬يقلص‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬والشركات‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬اللازم‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬الجديدة،‭ ‬بما‭ ‬يقلص‭ ‬فرص‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭.‬
ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬أزمة‭ ‬الديون‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحجم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تنامي‭ ‬ديون‭ ‬الاقتصادات‭ ‬النامية‭ ‬والصاعدة،‭ ‬يمثل‭ ‬بدوره‭ ‬تحدٍ‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ .‬2020‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تظهر‭ ‬فيه‭ ‬البيانات‭ ‬تراجع‭ ‬وتيرة‭ ‬نمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الديون‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬ديون‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬باضطراد‭(‬11‭)‬،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين‭ ‬والبرازيل‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬وماليزيا‭ ‬والمكسيك‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتركيا‭ ‬وتايلاند،‭ ‬وبلغت‭ ‬ديون‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بنهاية‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬ضعفي‭ ‬حجم‭ ‬ديونها‭ ‬عام‭ ‬2009‭(‬12‭)‬‭. ‬وهناك‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬مقلق‭ ‬أيضاً‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬والصاعدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الارتفاع‭ ‬المتواصل‭ ‬لديونها‭ ‬الحكومية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجاوزت‭ ‬نسبتها‭ ‬53‭.‬3‭% ‬من‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬تجاوزها‭ ‬نسبة‭ ‬55‭.‬7‭% ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬رقم‭ .(‬4‭) ‬

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض