th

الذكاء الاصطناعي ينتصر على البشر في معركة جوية افتراضية

أخفق طيار حربي متمرس على مقاتلات F – 16 من سلاح الجو الأمريكي في التغلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي بعد تحد شرس أمام 8 فرق مكونة من متخصصين بخوارزميات الذكاء الاصطناعي في محاكاة مناورات قتالية جوية ضمن مشروع تجارب (AlphaDogfight) وبرنامج (Air Combat Evolution) الأوسع وذلك تحت إشراف وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) بهدف تحديد ما إذا كان بإمكان الإنسان التغلب على الآلة في السماء ولاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.

أظهرت المنافسة التي جرى تنفيذها خلال الفترة من 18 إلى 20 أغسطس الماضي، بأن الدماغ البشري لا يضاهي التكتيكات العدوانية للتكنولوجيا، حيث تم القضاء على الطيار البشري الملقب بـ”بانجر” (Banger)، على يد خصمه الروبوت الذي صنعته شركة “هيرون سيستمز” (Heron Systems) عبر طائرة محاكاة “فايبر (F-16V) المقاتلة في خمس جولات من القتال الجوي الوهمي حدثت في مختبر “جونز هوبكنز” (Johns Hopkins) للفيزياء التطبيقية الواقع في مدينة “لوريل” بولاية “ماريلاند” الأمريكية.
وبدأت المنافسة عندما أدخلت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة 8 فرق مكونة من (1. Aurora Flight Sciences 2. EpiSys Science 3- Georgia Tech Research Institute 4- Heron Systems 5- Lockheed Martin 6- Perspecta Labs 7- PhysicsAI 8- SoarTech) في قتال ضد أعداء افتراضيين طورهم مختبر “جونز هوبكنز”.
وفي المرحلة الثانية من القتال، اشتبكت فرق من (Aurora Flight Sciences و Heron Systems و Lockheed Martin و PhysicsAI) مع بعضها البعض وفازت في هذه المرحلة شركة “هيرون سيستمز” ليتأهل روبوتها الذكي إلى المرحلة النهائية ومواجهة الطيار الحربي البشري.
وأسقط روبوت “هيرون” خلال المسابقة التي استمرت ثلاثة أيام، 213 من المتنافسين وهُزم 16 مرة فقط.
ويثير انتصار الآلة والذكاء الاصطناعي على الإنسان تساؤلات عديدة حول مستقبل القتال الجوي، حيث ساد الاعتقاد منذ فترة طويلة بأن التكنولوجيا لا تضاهي الطيار البشري المدرب تدريبا عاليا. وأظهرت مشاهد القتال الطيار الحربي البشري “بانجر” جالساً في مركبة محاكاة وهو يتجنب الطلقة الأولى من خصمه بالذكاء الاصطناعي ويحاول الالتفاف حوله، حيث حقق الروبوت تفوقه على الطيار البشري في تتابع سريع للضربات. وعبر الطيار “بانجر” عن مخاوفه بشأن التكتيكات العدوانية للروبوت العامل بالذكاء الاصطناعي، حيث قال: “الأشياء المعتادة التي نقوم بها كطيارين مقاتلين لا تعمل”.
وجاء انتصار روبوت “هيرون” بعدما اختار في المعركة استخدام تكتيكات أكثر عدوانية وهجمات مباشرة بالأسلحة النارية مقارنة بالقتال البشري المعتاد. وكانت “هيرون سيستمز” تتنافس مع عمالقة الدفاع بما في ذلك شركة “لوكهيد مارتن” (Lockheed Martin) و”بوينح” (Boeing) للمشاركة في المواجهة. ومنحت وكالة الأبحاث الأمريكية العسكرية ثقتها لمجموعة من مطوري ألعاب الفيديو المحترفين، لمساعدتها في إنتاج أسراب من الطائرات المقاتلة الداعمة لتقنية الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الاعتماد على شركات تصنيع التكنولوجيا العسكرية.
وقال الكولونيل “دان جافورسيك”، مدير وكالة الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية “إن الرغبة في استدعاء مطوري ألعاب الفيديو لإنتاج الطائرات المقاتلة الداعمة لتقنية الذكاء الاصطناعي جاءت ضمن خطة مدروسة موضوعة لوكالة الأبحاث الأمريكية”، مشدداً على أهمية دور مطوري ألعاب الفيديو في الإشراف على صناعة الطائرات الحربية المقاتلة الداعمة لتقنية الذكاء الاصطناعي.
وأشار “جافورسيك” إلى أن دور مطوري ألعاب الفيديو لن يتوقف فقط على الجانب التقني، بل أيضا الوصول إلى درجة من الكفاءة التي يشعر من خلالها الطيار البشري بالراحة والثقة أثناء المهام القتالية والتعامل مع طائرة حربية دون طيار تتحكم بها تقنية الذكاء الاصطناعي فقط. وبيّن الكولونيل “جافورسيك” أن “الهدف من إقامة تلك المسابقات في الأساس ليس معرفة الطرف الفائز بل زيادة التعاون والثقة بين الإنسان والآلة، فدمج تلك الثقة والتعاون بين الجنود المتمرسين وخوارزميات الذكاء الاصطناعي سينعكس بشكل مؤثر على قوة الجيش الأمريكي”.
وتهدف الخطة إلى تطوير وترقية برنامج تطور القتال (ACE)، بالإضافة إلى زيادة درجات الاعتماد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي العسكرية وما تعكسه من فوائد كبيرة في ساحات المعارك كتقليل نسبة الخسائر البشرية وزيادة فاعلية وتأثير الضربات والعمليات العسكرية.

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض