لم يعد ثمّة مجال للشك في أن الذكاء الاصطناعي سيلعب الدور الأهم في تشكيل مستقبل العالم من حولنا على المستويات كافة، المدنية منها والعسكرية على السواء، ولاسيما في ظل التطور الكبير والمذهل الذي يشهده هذا المجال، والتقنيات التكنولوجية المرتبطة به (الحوسبة الكمية، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والأنظمة ذاتية التشغيل) ، والاستثمارات الضخمة التي توجهها العديد من دول العالم إلى تطويره، والاستراتيجيات الطموحة التي تعلنها بهذا الشأن لتحقيق التفوق والريادة فيه، استناداً إلى الحقيقة التي عبر عنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صراحة في سبتمبر 2017، بقوله: إن من سيقود “الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم”.
ويأتي المجال العسكري في مقدمة المجالات التي يُتوقع أن تشهد نقلة نوعية كبيرة في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة لتعزيز القدرات والاستراتيجيات العسكرية للدول، وتحقيق التفوق الاستراتيجي لها في مواجهة القوى المنافسة، ومواجهة التهديدات الأمنية المستجدة على الساحتين الإقليمية والعالمية. ولكن كيف ستغير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حروب المستقبل؟ هذا السؤال هو ما تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عنه عبر المحاور التالية.
التكنولوجيا وتطور أشكال الحروب
شكلت التكنولوجيا محور التحولات التي شهدتها الحروب البشرية بأشكالها وأجيالها المختلفة. فظهور البارود واختراع البنادق والمدافع في منتصف القرن السادس عشر، كان العامل الأبرز في تحول الحروب من شكلها التقليدي البدائي المعتمد على القدرات البدنية والأسلحة البدائية كالسيوف والرماح، إلى مرحلة الحروب الحديثة المعتمدة على قوة النيران باستخدام البارود، فيما أدت الثورة الصناعية وما تلاها من ابتكارات علمية ومعرفية إلى الانتقال إلى الجيل الثاني من الحروب، والذي تميّز بالاعتماد على القوة النارية الكثيفة، أكثر من الاعتماد على حشد أعداد كبيرة من الجنود، واستخدام أسلحة أكثر تدميراً ممثّلة في المدرعات الثقيلة ونيران المدفعية الكثيفة والبنادق الآلية.
كما شكلت الاختراعات التي شهدتها البشرية لاحقاً، بما في ذلك اختراع الطائرات واستخدامها عسكرياً، وظهور المدمرات والغواصات والأسلحة النووية وبرامج الصواريخ طويلة المدى وتكنولوجيا الفضاء وغيرها، السمة الرئيسية للجيل الثالث من الحروب الذي ظهر خلال الحرب العالمية الثانية وتطور بعدها وصولاً إلى حروب الفضاء والردع النووي وامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
ومع تفجر الثورة المعلوماتية والمعرفية منذ أواخر القرن العشرين إثر اختراع شبكة الإنترنت، وما تلاه من تطور مذهل في شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية وإنترنت الأشياء التي سهلت عملية التواصل بصورة كبيرة بين الأفراد، شهد العالم أشكالاً جديدة من الحروب مثل الحروب الإلكترونية أو السيبرانية التي تستخدم نوعاً آخر من الأسلحة متمثلاً في فيروسات الكمبيوتر التي لديها القدرة على إلحاق دمار يوازي دمار الأسلحة التقليدية بل قد يفوقه في بعض الأحيان.
كما شهد العالم في سياق هذه الثورة المعرفية والتكنولوجية، جيلين جديدين من الحروب وهما: الجيل الرابع، الذي يقوم بالأساس على ضرب العدو من الداخل من خلال إثارة التوترات والقلاقل والتشجيع على الحروب الأهلية والطائفية والعرقية، بحيث يتحوّل المجتمع إلى أداة لتدمير نفسه أو يغدو هو نفسه جيشاً يحارب لمصلحة عدوه، وهو ما تجسد واضحاً في الحروب التي تعيشها المنطقة العربية منذ عام 2011 في سياق ما عرف بـ”الربيع العربي”. والجيل الخامس الذي يطلق عليه اسم ”الحرب الهجينة”، وهي خليط من أساليب الحرب التقليدية والحروب اللامتماثلة ووسائل الحرب الحديثة التي تتمتع بتكنولوجيات فائقة.
الاستخدامات العسكرية
تشير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء والسلوك البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها ذاتياً استناداً إلى المعلومات التي تجمعها.
وقد شهدت هذه التكنولوجيا تطوراً كبيراً في السنوات الماضية، تجسدت في العديد من التطبيقات والأشكال، بما في ذلك البرامج والتطبيقات التي تعمل في العالم الافتراضي (مثل المساعدين الصوتيين، وبرامج تحليل الصور، ومحركات البحث، وأنظمة التعرف على الكلام والوجه، والأجهزة الذكية التي تعمل بصورة آلية مثل الروبوتات المتقدمة، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات من دون طيار، وتطبيقات إنترنت الأشياء.
وكغيره من التكنولوجيات المتطورة، فرض الذكاء الاصطناعي نفسه على المجالات العسكرية، حيث بدأت العديد من دول العالم، لاسيما الكبرى منها، تعمل على تطوير هذه التكنولوجيا وتوظيفها لخدمة تعزيز قدراتها العسكرية، والاستفادة مما تتيحه من مزايا سواء من الناحية التشغيلية أو على المستوى الاستراتيجي. فعلى المستوى التشغيلي، تستخدم الأنظمة المسيرة في نطاق عملها الفعّال، المستشعرات والخوارزميات الدقيقة وتقنيات البحث وتحديد المواقع والتعقّب واختيار الأهداف وضربها من دون أي تدخّل بشري، وذلك بعد تحليل البيانات والمعطيات آلياً. وهذا يقلّص إلى حدّ كبير الوقت في اتخاذ القرارات الضرورية، وهي سمة مهمة جداً في حالة التهديدات غير المتوقعة والوشيكة. كما تستطيع هذه الأنظمة الوصول إلى أماكن يصعب وصول البشر إليها، والتواصل في أماكن يصعب التواصل فيها، وذلك بفضل روابط البيانات المزودة على متن هذه الأنظمة، وغيرها من المزايا المرتبطة بتقليل التكلفة والخسائر البشرية المحتملة.
أما على المستوى الاستراتيجي، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في صنع القرار العسكري، من شأنه أن يساعد أنظمة القيادة على تجنب العديد من أوجه القصور الملازمة لعملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية التقليدية، واكتساب القدرة على اتخاذ القرار السريع – بل والتلقائي- بناءً على المعلومات المعززة، وهو الأمر الذي يُجنّبها الأخطاء البشرية، ويُكسبها ميزةً تنافسيةً مقارنةً بأنظمة اتخاذ القرار التقليدية.
وكنتيجة لهذه المزايا وغيرها، بدأت العديد من دول العالم تتوسع في جهودها الرامية إلى تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي واستخدام تطبيقاتها المختلفة في المجالات العسكرية، بدءاً من أنظمة الأسلحة الحديثة التي يتم تشغيلها عن بعد من قبل البشر، بما في ذلك الطائرات من دون طيار “الدرونز” التي أصبحت أداة رئيسية ضمن أدوات الحروب الحديثة التي يتم توظيفها ليس فقط من قبل الدول، ولكن أيضاً من قبل تنظيمات ما دون الدولة كالجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة، والآليات غير المأهولة من زوارق وغواصات ودبابات وروبوتات مسيّرة، مروراً بالأنظمة التي تقوم بمهام الاستطلاع والمراقبة وربط البيانات والمعلومات وتحليلها، وصولاً إلى الأسلحة المستقلة، أو ذاتية التحكم، والتي تتخذ قراراتها باستقلالية عن البشر.
وتتصدر الولايات المتحدة والصين وروسيا قائمة الدول التي تعكف على تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي حالياً. ففي الولايات المتحدة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2018 استراتيجيتها الجديدة للذكاء الاصطناعي تحت عنوان ”تسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز أمننا ورفاهيتنا”، مشيرة في هذه الوثيقة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على كل ركن من أركان عمل وزارة الدفاع في المستقبل. كما أنشأت الوزارة في يونيو 2018 مركز الذكاء الاصطناعي المشترك لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي في كافة أنشطة الوزارة. وفي فبراير 2019، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة الذكاء الاصطناعي الأمريكية بهدف تعزيز ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي الصين، أصبح تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين أولوية وطنية منذ عام 2017، وذلك مع نشر “خطة تطوير الذكاء الاصطناعي للجيل الجديد” في البلاد، والتي تستهدف رفع نمو قيمة صناعات الذكاء الصناعي في البلاد إلى ما يتجاوز تريليون يوان صيني بحلول العام 2030. وقد حققت الصين طفرة كبيرة في هذا المجال، جعلها تتصدر دول العالم في مجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الشق العسكري، بشكل دفع القادة العسكريين الأمريكيين إلى التحذير من خطورة أن تفقد الولايات المتحدة تفوقها العسكري في المستقبل.
أما روسيا التي تنظر إلى الذكاء الاصطناعي من زاوية تأثيره على موازين القوى الدولية، فقد كشفت في أكتوبر 2019 عن استراتيجية وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي حتى عام 2030، تستهدف ضمان استمرار التطور المتسارع للبلاد في هذا المجال، وإجراء البحوث العلمية وتحسين مستويات التدريب التي تعزز مكانتها، فيما تعكف الحكومة على إدماج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصناعات العسكرية، مثل المركبات القتالية والروبوتات والطائرات ونظم الأسلحة المسيرة، وغيرها.
وإلى جانب هذه الدول الثلاث، تسعى دول أخرى عديدة مثل إسرائيل والهند وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية، إلى تعزيز قدراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطبيقاته العسكرية.
الجيل السادس من الحروب
تجادل بعض الآراء بأن الجيل القادم من الحروب، أو الجيل السادس لها، سيدور بالأساس حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وما يسمى بالأسلحة المستقلة التي تشمل أنظمة مختلفة للقدرات الدفاعية أو الهجومية معززة بهذه التكنولوجيا.
وتنقسم هذه الأسلحة أو النظم التسليحية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:
1 الأنظمة ذات القدرات الاستهدافية فقط، وهي الأنظمة التي تكون تحت السيطرة البشرية عند تشغيلها، بحيث تضرب الأهداف التي يختارها المشغّل فقط.
2 الأنظمة المصممة لأغراض الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة بما في ذلك الخدمات اللوجستية، والتخلص من الذخائر المتفجرة.
3 الأنظمة المستقلة تماماً، وهي الأسلحة التي تقع خارج نطاق السيطرة، وتقوم عند تشغيلها باختيار الأهداف وضربها دون تدخّل بشري ووفق تحليلها الذاتي للبيانات والمعلومات المتاحة في مسرح العمليات.
وتتصف الأنظمة التسليحية الحالية بأنها في أغلبها ذات طبيعة دفاعية مسيطر عليها، حيث يقوم البشر باتخاذ القرارات المتعلقة بالوقت والموقع وفئة الأهداف. لكن هناك بعض الأنظمة التي تم تطويرها حالياً لتعمل بشكل ذاتي ومستقل بدرجة كبيرة، وهذا هو مثار الجدل الأساسي في مجال الأسلحة المعززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والذي لايزال يخضع للنقاشات الدولية حول جوانبه الأخلاقية والعملياتية.
ضمن هذا السياق، تطرح العديد من الدراسات والتقارير تصورات مختلفة لشكل الحروب التي ستدار في المستقبل ضمن إطار الجيل السادس المبني على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر:
1 التوسع في استخدام الربوتات العسكرية لتحل محل الجنود في ميادين القتال أو لمساندتهم على الأقل، بما يحقق العديد من المزايا للجيوش من بينها تقليل الخسائر البشرية، وإمكانية تنفيذ المهام في الظروف التي يصعب على الجندي البشري القيام بها. كما يمكن تزويد معدات هذه الربوتات بقطع إلكترونية ومستشعرات، تستطيع توفير معلومات لمراكز المراقبة، التي ستقوم بإتمام المهام الهجومية عن بعد. ورغم التحفظات على فكرة الجنود الروبوتات، فإن هناك جهوداً كبيرة تبذل لتطويرها، بشكل يمكن معه أن نرى أسراب الروبوتات المقاتلة في ساحات الحروب في المستقبل القريب.
2 التوسع في استخدام نظم غير مأهولة ذاتية التحكم بالكامل في ميادين الحروب، بما في ذلك الطائرات من دون طيار “الدرونز”، والتي تسير بقوة على هذا المسار. فرغم أن هذه الطائرات لاتزال يتم التحكم بها عن بعد، فإن النماذج الحديثة والمتطورة منها يمكن برمجتها بتحكم ذاتي كامل دون أن يحتاج مشغلها للتدخل، ومن الأمثلة على ذلك طائرة الشبح X-47B الأمريكية القادرة على التحليق لمسافات طويلة والقيام بمهمات عسكرية بشكل مستقل تماماً دون أي تدخل بشري. ولا يقتصر الأمر فقط على الدرونز، فهناك العديد من النظم غير المأهولة التي يتم تطويرها باتسخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المعززة من الغواصات إلى المدرعات والصواريخ وصولاً إلى أسلحة الفضاء.
3 توسع استخدام شبكة الإنترنت في مجال إدارة الحروب، حيث يتوقع بعض الخبراء العسكريين أن تدار جميع أنظمة القتال الهجومية مستقبلاً عبر الإنترنت، مشيرين إلى أن بعض هذه الأنظمة أصبحت موجودة بالفعل على أرض الواقع، وأنها ستشهد تسارعاً أكبر في المستقبل.
4 زيادة حدة وخطورة الهجمات السيبرانية، حيث يتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي من قدرات الدول في مجال الأمن السيبراني، سواء من حيث الدفاع أو الهجوم. فمن حيث الهجوم، سيسهم الذكاء الاصطناعي في صعوبة تحديد منفذي الهجمات السيبرانية، أو التنبؤ بها، وكذلك دقة تحديد الأهداف المراد الهجوم عليها. أما من حيث الدفاع، فقد يعزز الذكاء الاصطناعي من تقليل مخاطر الهجمات السيبرانية من خلال تحسين عمليات مراقبة الشبكات، وتحديد التهديدات بسرعة، والدفاع عنها تلقائياً. وفي هذا السياق يتوقع أن تزداد حدة الحروب السيبرانية بين الدول، ولاسيما مع توقع زيادة الهجمات التي تستهدف التحكم في أنظمة الروبوتات والأسلحة ذاتية التشغيل للدول المتنافسة أو الأعداء، أو حتى من قبل تنظيمات ما دون الدولة.
5 ستعزز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من التوجهات التي شهدتها حروب الجيلين الرابع والخامس، لجهة استهداف المجتمعات من الداخل ومحاولة تفكيكها وإثارة القلاقل فيها، من خلال ما تتيحه من إمكانيات كبيرة لتطوير أساليب اختراق هذه المجتمعات من الداخل، والتحكم في تدفق المعلومات إليها، والاستفادة من المعلومات التي يتم جمعها عن شعوب هذه الدول عبر الأجهزة الحديثة المعززة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الخاتمة
لا شك في حقيقة أن الذكاء الاصطناعي سيغير شكل حروب المستقبل، وقد يقود إلى ظهور جيل سادس من هذه الحروب تتمحور حول تطبيقاته المختلفة، وهذا الأمر أوضحه وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في محاضرة له ألقاها في نوفمبر عام 2019، بقوله ”إن التقدّم في مجال الذكاء الصناعي يمكن أن يغير شكل الحروب للأجيال القادمة. فأي دولة تحصل على الذكاء الصناعي أولاً، ستتقدّم في أرض المعارك لسنوات عديدة”. وهذا الرأي تشاركه فيه العديد من قيادات العالم.
ولكن ذلك لا يقلل من خطورة التحديات والمخاطر الكبيرة التي قد تنطوي على التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، بما في ذلك الأبعاد الأخلاقية والإنسانية التي تتمثل في عدم قدرة الروبوتات على تمييز الأبعاد الإنسانية الضرورية في أوقات الحروب، وبما يمهد لوقوع جرائم حرب مروعة، إضافة إلى التهديدات المرتبطة بإمكانية اختراق المنظومات التسليحية المعتمدة كلياً على التكنولوجيا الحديثة والتحكم في هذه النظم المعززة بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن إمكانية قيام هذه الربوتات بتطوير آليات عملها الذاتي لتصبح هي نفسها المتحكمة في مصير البشر كما نشاهد اليوم في بعض أفلام الخيال العلمي.
الدكتور/ فتوح صادق (باحث في الشؤون السياسية)