4387355

الجيش البريطاني يعتزم تجنيد آلاف “الروبوتات” الذكية بحلول عام 2030

تعتزم المملكة المتحدة تجنيد نحو 30 ألف “روبوت” قتالي، للخدمة في الجيش البريطاني، والعمل فيه، وفق أنظمة مستقلة ذاتية التشغيل بحلول العام 2030.
وتوقع رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال “السير نيك كارتر”، أن يصبح نحو 25 بالمئة من جنود الجيش البريطاني عبارة عن “روبوتات” قتالية بحلول عام 2030، مشيراً إلى أن “هذه الآلات يمكنها العمل بالقرب من الخطوط الأمامية للقوات في وقت الحرب”.
وأضاف: “مع انضمام الفضاء الإلكتروني إلى مجالات الجيش التقليدية البرية والجوية والبحرية، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستصبح جزءاً لا يتجزأ من جهود تحديث القوات المسلحة، وهذا يعني أنه سيكون لدينا جميع أنواع الأشخاص المختلفين، لأن هذه المجالات تتطلب مهارات مختلفة، وسنستفيد تماماً من التشغيل الذاتي والمنصات الآلية والروبوتات حيثما أمكن ذلك”.
وأشار “كارتر” إلى أن هذا المشروع يتطلب استثمارات طويلة الأجل، وكان في قلب المراجعة المتكاملة التي أطلقتها الحكومة في وقت سابق من العام الجاري 2020، والتي وضعت لتخطيط الاستثمار الدفاعي للسنوات الخمس المقبلة.
وأكد الجنرال “كارتر” أن “هذا المشروع ينطوي على مخاطرة كبيرة، وعلينا أن نكون على دراية تامة بها، حيث إن التعامل مع الذكاء الاصطناعي بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى وضع خطير قد يخرج عن السيطرة. فمع تطور التقنيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والمشاركة المحتملة للجنود الآليين في الحروب، يمكن أن تندلع مثل هذه الحرب عن طريق الصدفة، حتى بدون سبب ضروري”.
ويرى خبراء أن الرؤية البريطانية الطموحة قد تواجه عقبات تتعلق بالاعتمادات المالية اللازمة لتمويل برامج الروبوتات القتالية، التي يجب أن تكون على قدر كبير من الدقة، وتمتلك أحدث التقنيات العسكرية التي تجعلها دائماً تحت السيطرة.
وتشير التقارير، إلى أن بريطانيا تواجه مشكلة بسبب قلة أعداد المجندين، وهو ما يمكن أن تقوم بتعويضه عن طريق توفير جيوش ضخمة من الروبوتات القتالية، التي يمكن أن تحل محل الجنود، رغم أنه ما زالت الأدوار التي يمكن أن تقوم بها تلك الروبوتات غير محددة، خاصة أن هناك موانع كثيرة لتسليح الروبوتات والسماح لها بإطلاق النار.

استكشاف السوق
وفي السياق نفسه، دعا الجيش البريطاني في 19 أكتوبر 2020 عبر وثيقة أطلق عليها “وثيقة المشاركة”، شركات التقنية المختلفة إلى تقديم روبوتات ومركبات وآليات ذاتية التشغيل تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتتصف بأنها ناضجة وذات موثوقية، وقابلة للعمل في قطاع الإمداد والتموين، لتقوم بإدارة وتشغيل أساطيل النقل والعمليات اللوجستية في مختلف الظروف وبيئات العمل المختلفة والمضطربة والمعقدة، وتقل فيها المساهمة البشرية إلى أقصى حد.
وأشارت الوثيقة إلى أن هذه الدعوة تأتي ضمن استراتيجية الانتقال بالجيش البريطاني من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات، عبر استكشاف إمكانات فرص التمويل لتطوير استخدام التشغيل الذاتي في عمليات أساطيل النقل والإمداد والتموين “اللوجستيات”.
وجاء في الوثيقة التي نشرتها إدارة تابعة لوزارة الدفاع البريطانية تدعى “داسا” (DASA)، أو “معجل الدفاع والأمن” نيابة عن وزارة الدفاع البريطانية والجيش البريطاني: “نريد أن نفهم بشكل أفضل القدرات المتاحة في السوق الحالية للأنظمة الروبوتية والمستقلة، والمزيد الذي تطلبه من الاستثمار أو التجريب من قبل وزارة الدفاع، فنحن مهتمون بكل من التكنولوجيا المبكرة والأنظمة الناضجة القابلة للاندماج في المركبات العسكرية، وحريصون على استكشاف هذا المجال بشكل أكبر، وستزودنا هذه المعلومات بمعرفة حول نضج الحلول الموجودة حالياً، والحلول الجديدة في التنمية والمجالات التي قد تتطلب المزيد من الاستثمار من قبل وزارة الدفاع”.

الأنظمة الروبوتية
وأوضحت الوثيقة أن المشاركة المطلوبة تقع في مجال “الأنظمة الروبوتية والأنظمة المستقلة ذاتية التشغيل” التي يستهدف من ورائها العمل بإيقاع أسرع، وخفة حركة أكبر، مع تقليل العبء الواقع على الجنود، وتقليل متطلبات الأفراد والوقود، وصولاً إلى نظم التوزيع اللوجستي المستقل تماماً.

مواصفات عامة
وأوردت الوثيقة العديد من مواصفات الروبوتات ومركبات وآلات التشغيل الذاتي المطلوبة، ومن بينها: السماح بالانخراط في منظومة “قائد ـ تابع ـ عامل مستقل تماماً”، والاستعداد للتدخل البشري والعرضي المفاجئ، والاعتماد على المعلومات الخارجية المتنوعة، مثل شبكات المعلومات والأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، والمعارف المسبقة، وصور المسار عبر الخرائط الجغرافية المميكنة، وتقدير عدد الشاحنات التي تعمل ذاتياً داخل أساطيل النقل، وقدرتها على العمل بشكل مستقل، وتحديد زمن الاستجابة للأوامر، ليكون لحظياً قدر الإمكان، وتحقيق دقة التتبع والتباعد.
وشملت المواصفات المطلوبة كذلك: الاستعداد للتعامل مع تعقيد المهام، بما في ذلك المناورات الأساسية، والقدرة على التشغيل في بيئات العمل الصعبة المعقدة، والتشغيل في ظروف الإضاءة المنخفضة والظروف الجوية السيئة، والقدرة على اكتشاف العوائق وتجنبها.

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض