security-5043368

الإمارات تتصدى‭ ‬للتهديدات‭ ‬السيبرانية بكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا

شكلت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬غزت‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬وأرضاً‭ ‬خصبة‭ ‬لقراصنة‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية،‭ ‬فقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬عمليات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬والقرصنة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وأدواتها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬تكاد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اليوم‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لتسيير‭ ‬حياة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال‭ ‬والمعاملات‭ ‬المصرفية‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭ ‬والتسوق‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مجريات‭ ‬الحياة‭ ‬الأخرى،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬محدودية‭ ‬الحركة‭ ‬وقواعد‭ ‬التباعد‭ ‬الجسدي‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬بشكل‭ ‬إلزامي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب‭ ‬تفادياً‭ ‬لانتقال‭ ‬الفيروس‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭.‬

وقد‭ ‬نجحت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬إجراءات‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ومثلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نموذجاً‭ ‬ناجحاً‭ ‬وملهماً‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬رقمية‭ ‬متطورة‭ ‬وشبكة‭ ‬قوية‭ ‬لقطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬ضغط‭ ‬الاستخدام‭ ‬وتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬التي‭ ‬تضاهي‭ ‬الأفضل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬
تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني
وبالتزامن‭ ‬مع‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬ظهرت‭ ‬أمامها‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬وأهمها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعمليات‭ ‬القرصنة‭ ‬والهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وعمليات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬المحن‭ ‬والأزمات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬القطاعات،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬فترة‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬تعني‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭.‬
استراتيجية‭ ‬طموحة‭ ‬لأمن‭ ‬سيبراني‭ ‬مستدام
لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها،‭ ‬فالتقارير‭ ‬والدراسات‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نجاحات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والإنترنت‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬حيث‭ ‬يحتل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬مراكز‭ ‬عالمية‭ ‬متقدمة‭ ‬بحسب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬والمؤشرات‭ ‬العالمية،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬والإلكتروني‭ ‬يعتبر‭ ‬عنصراً‭ ‬مهماً‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بالدولة،‭ ‬فهي‭ ‬تستثمر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬باستعمال‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لحماية‭ ‬المعلومات‭ ‬وخصوصية‭ ‬مواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬ومحاربة‭ ‬قراصنة‭ ‬ومجرمي‭ ‬الإنترنت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمجالات‭.‬
رصد‭ ‬الهجمات‭ ‬وصدها‭ ‬بكفاءة
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬كشفت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لتنظيم‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للاستجابة‭ ‬لطوارئ‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬التابع‭ ‬لها،‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬حدوث‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬87‭ ‬ألفاً‭ ‬و607‭ ‬هجمات‭ ‬إلكترونية،‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2020،‭ ‬منها‭ ‬34‭ ‬ألفاً‭ ‬و936‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬فقط‭.‬
وأفادت‭ ‬الهيئة‭ ‬بأن‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬شهدت‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة،‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬948‭%‬،‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الهجمات‭ ‬566‭ ‬هجمة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬مقابل‭ ‬54‭ ‬هجمة‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2019‭.‬
وذكرت‭ ‬‮«‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬تنوعت‭ ‬بين‭ ‬برمجيات‭ ‬خبيثة‭ ‬وثغرات‭ ‬أمنية‭ ‬وعمليات‭ ‬تصيد‭ ‬ونصب‭ ‬واحتيال‭ ‬،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬البرمجيات‭ ‬الخبيثة‭ ‬شكلت‭ ‬نسبة‭ ‬59‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الهجمات،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬يتم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬بغرض‭ ‬تدمير‭ ‬الأنظمة‭ ‬والبرامج‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬فيها،‭ ‬أو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬صلاحيات‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬وتشمل‭ ‬الفيروسات‭ ‬وبرامج‭ ‬الفدية‭ ‬الخبيثة‭ ‬وبرامج‭ ‬التجسس‭ ‬وغيرها‭.‬
وأضافت‭ ‬الهيئة‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬تضمنت‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬34‭% ‬ثغرات‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬الأنظمة،‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجرمين‭ ‬في‭ ‬العبث‭ ‬بالأنظمة‭ ‬والتأثير‭ ‬فيها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬6‭% ‬هجمات‭ ‬التصيد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والاحتيال‭ ‬والنصب،‭ ‬وتستهدف‭ ‬خداع‭ ‬المستخدم‭ ‬لتسليم‭ ‬بياناته‭ ‬الخاصة،‭ ‬مثل‭ ‬بطاقاته‭ ‬البنكية‭ ‬وكلمات‭ ‬المرور‭ ‬لحساباته‭.‬
وشهدت‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬بلغت‭ ‬977‭% ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬يناير‭ ‬وفبراير‭ ‬الماضيين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬الهجمات‭ ‬377‭ ‬هجمة،‭ ‬مقابل‭ ‬35‭ ‬هجمة‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬يناير‭ ‬وفبراير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2019‭. ‬وأشارت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لتنظيم‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬شهد‭ ‬217‭ ‬هجمة،‭ ‬منها‭ ‬61‭ ‬هجمة‭ ‬شديدة،‭ ‬و152‭ ‬هجمة‭ ‬متوسطة،‭ ‬والبقية‭ ‬هجمات‭ ‬ضعيفة،‭ ‬بينما‭ ‬شهد‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬160‭ ‬حادثة،‭ ‬منها‭ ‬51‭ ‬حادثة‭ ‬شديدة،‭ ‬و104‭ ‬هجمات‭ ‬متوسطة،‭ ‬والبقية‭ ‬هجمات‭ ‬ضعيفة‭. ‬وكشفت‭ ‬الهيئة‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للاستجابة‭ ‬لطوارئ‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬التابع‭ ‬لها‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬نحو‭ ‬52‭ ‬ألفاً‭ ‬و671‭ ‬هجمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬يناير‭ ‬وفبراير‭ ‬الماضيين‭. ‬
سُبل‭ ‬الحماية
وحذرت‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬جمهور‭ ‬المتعاملين‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬هواتفهم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬ودعت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬أي‭ ‬عروض‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬محاولات‭ ‬للنصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬على‭ ‬الجمهور،‭ ‬ونبهت‭ ‬لخطورة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الروابط‭ ‬المرفقة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإيقاع‭ ‬بالمتلقي‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬الاحتيال‭ ‬والنصب‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬الهيئة‭ ‬المتعاملين‭ ‬إلى‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬العروض‭ ‬الترويجية‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية،‭ ‬وحثت‭ ‬مستخدمي‭ ‬شبكات‭ ‬الإنترنت‭ ‬على‭ ‬التسوق‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الموثوقة‭ ‬لتجنب‭ ‬عمليات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭.‬
وقال‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المرزوقي،‭ ‬مدير‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬بهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات،‭ ‬إن‭ ‬الهيئة‭ ‬وضعت‭ ‬قائمة‭ ‬موثوقة‭ ‬على‭ ‬موقعها‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لتطبيقات‭ ‬التسوق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬باستمرار،‭ ‬ناصحاً‭ ‬بضرورة‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬والدفع‭ ‬إلكترونياً‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الهيئة‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬ثقة‭ ‬70‭% ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬بعمليات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭.‬
انتحال‭ ‬صفة‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف
وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬دعت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬وأجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬عبر‭ ‬نشرها‭ ‬رسائل‭ ‬توعوية‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعبر‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬القصيرة‭ ‬بضرورة‭ ‬الانتباه‭ ‬وعدم‭ ‬فتح‭ ‬أي‭ ‬روابط‭ ‬مجهولة‭ ‬وغير‭ ‬معروفة‭. ‬وحذر‭ ‬مصرف‭ ‬الإمارات‭ ‬المركزي‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬احتيال‭ ‬تحمل‭ ‬اسمه‭ ‬قد‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬يحاولون‭ ‬استغلال‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭. ‬وأكد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاصة‭ ‬مثل‭ ‬المعلومات‭ ‬الشخصية‭ ‬ومعلومات‭ ‬الحساب‭ ‬المصرفي،‭ ‬محذراً‭ ‬العملاء‭ ‬وحاثهم‭ ‬على‭ ‬التنبه‭ ‬من‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية‭ ‬والرسائل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصلهم‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬الواتساب‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬احتيالية‭.‬
وشدد‭ ‬المصرف‭ ‬على‭ ‬العملاء‭ ‬عدم‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المكالمات‭ ‬والرسائل،‭ ‬وعدم‭ ‬فتح‭ ‬أي‭ ‬رابط‭ ‬مرفق‭ ‬بها‭ ‬لتجنب‭ ‬تعرض‭ ‬البيانات‭ ‬للمواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الاحتيالية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إبلاغ‭ ‬السُلطات‭ ‬المعنية‭.‬
وأكد‭ ‬ضرورة‭ ‬إدراك‭ ‬العملاء‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لا‭ ‬يتواصل‭ ‬معهم‭ ‬عبر‭ ‬مكالمات‭ ‬هاتفية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬شكوى‭ ‬المستهلك‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬الصحيحة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬رقم‭ ‬مرجعي‭ ‬ولا‭ ‬يستخدم‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إطلاقاً‭ ‬للاتصال‭ ‬بالأفراد‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭.‬
وطالب‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬العملاء‭ ‬بوجوب‭ ‬إبلاغ‭ ‬السُلطات‭ ‬المعنية‭ ‬بأي‭ ‬مكالمة‭ ‬يُشتبه‭ ‬بأنها‭ ‬احتيالية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الاحتيالية‭.‬
‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لصغار‭ ‬السن
ومع‭ ‬تزايد‭ ‬استخدامات‭ ‬الإنترنت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إجراءات‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬والتباعد‭ ‬الجسدي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬أتاحت‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬لذلك‭ ‬حددت‭ ‬جمعية‭ ‬الإمارات‭ ‬للإنترنت‭ ‬الآمن‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬صغار‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬التنمر‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والابتزاز‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬محتوى‭ ‬غير‭ ‬لائق‭ ‬ومواد‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‭ ‬والعنصرية‭ ‬أو‭ ‬التشجع‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬والإرهاب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتصيد‭ ‬والإدمان‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬لاسيما‭ ‬إدمان‭ ‬الألعاب‭ ‬الإلكترونية‭. ‬
أساليب‭ ‬الإيقاع‭ ‬بالضحايا
وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬تختلف‭ ‬أشكال‭ ‬وطرق‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬باختلاف‭ ‬الجهات‭ ‬المستهدفة،‭ ‬فلكل‭ ‬هجمة‭ ‬طريقة‭ ‬وأسلوب،‭ ‬وقد‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بكثرة‭ ‬رابط‭ ‬خبيث‭ ‬يحمل‭ ‬عنوان‭ ‬“تعلم‭ ‬كيف‭ ‬تقي‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬كورونا”،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تقول‭ ‬شركة‭ ‬“بالو‭ ‬ألتو‭ ‬نتوركس”‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭: ‬يحاول‭ ‬مخترقو‭ ‬أنظمة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬استغلال‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬بهدف‭ ‬إغراء‭ ‬ضحاياهم‭ ‬بفتح‭ ‬الملفات‭ ‬الضارة‭ ‬المرفقة‭ ‬مع‭ ‬الرسائل‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬النقر‭ ‬على‭ ‬روابط‭ ‬التصيد‭ ‬والاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭.‬
وأضافت‭ ‬بأن‭ ‬الحديث‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬هجوم‭ ‬منفردة‭ ‬أو‭ ‬حملة‭ ‬اختراق‭ ‬محددة،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬لجميع‭ ‬المواضيع‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بهذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬فقد‭ ‬رصدت‭ ‬شركة‭ ‬بالو‭ ‬ألتو‭ ‬نتوركس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المشبوهة‭ ‬بمحتواها‭ ‬الضار‭ ‬كانت‭ ‬عناوينها‭ ‬وملفاتها‭ ‬تحتوي‭ ‬كلمة‭ ‬“كوفيد‭-‬19”‭ ‬و“كورونا”‭ ‬وكلمات‭ ‬مفتاحية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬“أدوات‭ ‬إدارة‭ ‬الاستخدام‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ – ‬RAT”،‭ ‬وكان‭ ‬محتوى‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬أيضا‭ ‬يحمل‭ ‬برمجيات‭ ‬خبيثة‭ ‬مثل‭ ‬NetWire‭ ‬وNanoCore‭ ‬وLokiBot‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬البرمجيات‭ ‬الضارة‭ ‬الأخرى‭ ‬للإيقاع‭ ‬بالضحايا،‭ ‬وتتواصل‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬عبر‭ ‬أسماء‭ ‬ومواضيع‭ ‬تتغير‭ ‬باستمرار‭ ‬وبتسارع‭ ‬ملحوظ‭. ‬
وشددت‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التعامل‭ ‬بحذر‭ ‬مع‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الحديثة‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬هويتها‭ ‬ومحتواها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مدعاة‭ ‬للشك‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬اسم‭ ‬نطاق‭ ‬لمواقع‭ ‬إلكترونية‭ ‬تحتوي‭ ‬كلمات‭ ‬مثل‭ ‬كوفيد‭ ‬وفيروس‭ ‬وكورونا‭. ‬وتوقعت‭ ‬“بالو‭ ‬ألتو‭ ‬نتوركس”‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬محاولات‭ ‬التصيد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أساليب‭ ‬القرصنة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬ورسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكترونية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬توسعت‭ ‬لتشمل‭ ‬تطبيقات‭ ‬الهواتف‭ ‬والأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬وتطبيقات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬الشركة‭ ‬إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يستعينون‭ ‬بهواتفهم‭ ‬الذكية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيره‭ ‬عليهم،‭ ‬وسبل‭ ‬الوقاية‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬رصد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬لتطبيقات‭ ‬منصة‭ ‬“آندرويد”‭ ‬يشتبه‭ ‬بكونها‭ ‬برمجيات‭ ‬خبيثة‭ ‬تزعم‭ ‬توفيرها‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬الفيروس،‭ ‬إذ‭ ‬تتيح‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬لمخترقي‭ ‬الأنظمة‭ ‬إمكانية‭ ‬التجسس‭ ‬وتشفير‭ ‬الجهاز‭ ‬وطلب‭ ‬فدية‭ ‬مقابل‭ ‬إعادته‭. ‬

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض