expo2020-aerial-1-3200-x-1800

من لندن 1851 إلى دبي 2020.. حكاية إكـسبو تروي تاريخ البشر مع الإبداع والابتكار

ينتظر العالم معرض «إكسبو دبي 2020» الذي يتبقى على انطلاقه أقل من 300 يوم، وتستضيفه الدولة، ليكتسب الحدث الاستثنائي المرتقب زخماً دولياً واسعاً في ظل مشاركة 192 دولة بأجنحة مستقلة لأول مرة في تاريخ المعرض، ويعد «إكسبو 2020» أرقى ما يمكن أن يتوصل إليه إكسبو، فالإمارات تعمل على إنشاء منصة لتعزيز الإبداع والابتكار والشراكة على مستوى العالم عبر أول إكسبو دولي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوبي آسيا، ويجتمع لها مالم يجتمع لغيرها من دول العالم التي نظمت المعرض منذ 169 عاماً، حيث تمثل ملتقى حضارات الشرق والغرب وتضم أكثر من 200 جنسية مختلفة تساهم بفاعلية في تحقيق البناء والتنمية في مختلف إمارات الدولة، إلى جانب أنها تحولت إلى مركز مهم في الابتكار والإبداع والمعرفة إقليمياً ودولياً.
ويقام إكسبو 2020 تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» على مدار ستة أشهر من 20 أكتوبر 2020 إلى العاشر من أبريل 2021 ومن المتوقع أن يستقطب 25 مليون زيارة 70% منها من خارج دولة الإمارات وهذه هي أكبر نسبة زيارات دولية في تاريخ معارض اكسبو الدولية. وستشارك نحو 200 دولة من مختلف أنحاء العالم في «إكسبو دبي 2020»، وحتى الآن أكدت 192 جهة مشاركتها.
وستحتضن ساحة الوصل – القلب النابض في موقع إكسبو دبي – الكثير من الاحتفالات الحية التي سيتجاوز عددها 60 حفلا يوميا، وستربط المناطق الثلاث الرئيسية للمعرض وستكون نقطة الالتقاء الرئيسية للزوار، كما ستشتمل المنطقة على أكثر من 200 منفذاً لبيع الأطعمة والمشروبات خلال الحدث العالمي.
وستحتفي الفعالية العالمية بثقافات العالم ومساهمتها في مسيرة تطور البشرية وصناعة مستقبل العالم وتوفير الحلول لتحدياته الكبرى الحالية والمستقبلية على مدار 173 يوماً في رحاب دبي، كما يمثل منصة حضارية تجمع العالم تحت سقف واحد تعرض خلاله ثقافتها وتراثها وتاريخها في حيز مكاني عالمي يضم أبنية ذات تصاميم فريدة على مساحة 4.38 كيلومتر مربع.
ومنذ فوز الإمارات باستضافة معرض إكسبو في نوفمبر 2013 وحتى اليوم تم تحقيق نتائج ممتازة في الموقع، إذ تم الانتهاء من أكثر من 160 مليون ساعة عمل حتى الآن في موقع إكسبو 2020، حيث أنجزت جميع أعمال البنية التحتية للموقع بنسبة 100٪ فضلا عن الانتهاء من مناطق المفاهيم الثلاثة في موقع المعرض مفهوم منطقة الفرص ومنطقة الاستدامة ومنطقة التنقل كما تم الانتهاء من جميع أعمال الحديد في قبة الوصل.
ويحتضن موقع إكسبو 2020 دبي، 34 آلف عامل بناء يعملون على أكثر من 100 مشروع، فيما يسجل المعرض إنجازات إنشائية جديدة مع وصول أعمال بناء المرافق والأبنية الرئيسية إلى مراحل متقدمة في مختلف مكونات موقع الحدث الشاسع على مساحة 438 ألف متر مربع، أي أكبر بنسبة 10% عن مساحة إكسبو ميلانو 2015.
قيم إكسبو
وتتلخص قيم إكسبو في عناصر الثقة والتكاتف والازدهار من خلال التزام الدول بخلق فرص مهمة وأساسية لأجل الإنسانية جمعاء بهدف إيجاد روابط الأخوة بين الشعوب، على أن يأخذ المعرض على عاتقه أيضاً المشروعات المشتركة بروح التعليم والتواصل، إيماناً بأنها ستساعد على بناء الثقة والمساهمة في تعزيز التواصل بين الشعوب.
تاريخ عريق
وتمتلك معارض اكسبو الدولية تاريخاً عريقاً حيث تعتبر من أقدم وأكبر المعارض ويقام كل خمسة اعوام ويستمر ستة أشهر، ويشارك في المعرض دول ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني وشركات وحضره أكثر من مليار شخص من حول العالم منذ إنشائه قبل 169 عاماً.
ويعود تاريخ المعرض العالمي إلى عام 1851، حينما بادر الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا سليل بيت ساكس-كوبرغ وغوتا بإقامة المعرض العالمي الأول والذي حمل اسم “المعرض العظيم لمنتجات دول العالم” في قصر الكريستال في منطقة هايد بارك وسط لندن.
ومنذ ذلك الحين تم تنظيم العشرات من معارض إكسبو، 3 منها في الولايات المتحدة الأمريكية (آخرها فانكوفر 1986)، و27 منها في أوروبا (آخرها ميلانو 2015)، و8 في آسيا (آخرها آستانا، كازاخستان 2017)، و2 في أستراليا (آخرها بريزبان 1988).
وعلى مر القرون، تغيرت طبيعة “إكسبو”، فقد كان الهدف منها في البداية استعراض الصناعات والأداء وكانت بمثابة منبر لتقديم إنجازات الثورة الصناعية. قامت الدول خلال المعارض العالمية بالفعل بعرض الابتكارات التقنية الحديثة مثل ماكينة الخياطة (لندن 1862) أو الهاتف (فيلادلفيا 1876) أو أول سلم كهربائي (باريس 1900).
وعلاوة على ذلك، لعبت المباني ذات المعمار المبهر دوراً مهماً، على سبيل المثال قصر الكريستال في لندن والذي احتضن أول معرض عالمي على الإطلاق أو برج إيفل في باريس والذي تم بناؤه خصيصا ليكون المدخل إلى معرض إكسبو 1889، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية كان الهدف الرئيس من المعرض هو التقريب بين الأمم من جديد.
واليوم يقوم إكسبو بتسليط الضوء على أحد المواضيع العالمية للتركيز على التحديات الناتجة عنه وعرض الحلول التي يقدمها كل من القطاع العلمي والاقتصادي والثقافي لها.
وحاولت معارض إكسبو الاشتباك بتاريخ العالم، ورسم خريطته الإبداعية، فنلاحظ أن أول معرض إكسبو في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1876 حرصت على تقديم ما لديها من صناعات واشتهر بأن الجمهور شاهد فيه أول جهاز هاتف وأول آلة كاتبة تجارية وإطلاق صناعات أخرى أول مرة في التاريخ وصلصة طماطم هاينز، كما بادرت مدينة سانت لويس الأمريكية باحتضان إكسبو 1904، الذي تميز بالتركيز على تقديم الابتكارات التي لها علاقة بالحياة اليومية للناس أي الصناعات المحلية الصغيرة.
وكما أذهلت معارض إكسبو العالم بهذه الابتكارات والاختراعات العلمية التي غيرت حياة البشرية، واشتهرت بإطلاق الدورة الثانية للألعاب الأولمبية. وأعقب ذلك، إكسبو 1915 في سان فرانسيسكو الذي احتفل بافتتاح قناة بنما، وأتاح للمدينة فرصة التعافي من آثار الزلزال المدمّر الذي ضربها عام 1906.
ومن العناصر المهمة أيضا والتي عرضت في هذا المعرض الضخم في بلجيكا في إكسبو 1958 ركزت على «الأتوميوم» الضخم المصنوع من الكريستال الصلب، أحد معالم مدينة بروكسل، بينما ركز إكسبو 1970 في مدينة أوساكا اليابانية على عرض نماذج الهواتف النقالة الأولى، وعرضت الولايات المتحدة صخرة قمرية كبيرة في جناحها، أحضرها رواد فضاء مركبة أبولو 12 إلى الأرض عام 1969.
وأقيم معرض إكسبو 1967 في مونتريال بكندا وكان من أنجح الدورات في القرن العشرين حيث زاره 50 مليون زائر منهم الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وجاكلين كيندي وشارل ديجول.
وتناول إكسبو 1986 في مدينة فانكوفر الكندية موضوع النقل والمواصلات مسلطاً الضوء على نظام القطار الكهربائي، والقطار المعلّق، وقوارب الجندول، والتاكسي المائي. وتم استخدام أسلاك اتصال بطول ألفي كيلومتر أثناء بناء موقع إكسبو برزبن في أستراليا عام 1988، الذي استقطب نحو 16 مليون زائر.
في عام 2010 اقيم معرض أكسبو في مدينة شانغهاي في الصين وزار المعرض أكثر من 73 مليون زائر وبلغ زوار يوم واحد أكثر من مليون.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض