جناح التشيك

إكسبو دبي..منصة عالمية لابتكارات الهندسة المعمارية

تتنافس الدول المشاركة في إكسبو 2020 دبي على إبهار العالم خلال فعاليات الحدث، وذلك عبر التصاميم المتميزة لأجنحتها الوطنية التي تلفت أنظار الزوار وتعكس تاريخ ومستقبل كل بلد، وتجسد مبادئه الرئيسية ومقوماته التنافسية وتترجم الهدف الرئيسي من المشاركة في هذا الحدث الدولي، وبذلك يشكل إكسبو دبي منصة عالمية لابتكارات الهندسة المعمارية تتجلى في أجنحة الدول المشاركة بالتوازي مع أبنية ومرافق الحدث التي تشكل أيقونات هندسية متفردة وفي مقدمتها ساحة الوصل.

تتوزع أجنحة الدول المشاركة في إكسبو دبي على مناطقه الرئيسية الثلاث وهي منطقة الاستدامة ومنطقة الفرص ومنطقة التنقل، حيث أتاح الحدث للمشاركين اختيار المنطقة التي تلائم التركيز الرئيسي لكل جناح، وبالإضافة إلى تميزها الهندسي خارجياً وداخلياً، تركز أجنحة المشاركين الدوليين على تقديم محتوى متنوع وفريد يعتمد على أحدث التقنيات ويستعرض آخر الابتكارات في مختلف القطاعات.

يأتي جناح دولة الإمارات في إكسبو 2020 دبي في مقدمة التحف المعمارية التي يزخر بها موقع الحدث، ويحاكي تصميمه شكل صقر أثناء الطيران، ليرمز إلى الريادة والشموخ الذي تتحلى به الدولة، وتعكس مكوناته قيم الانفتاح والتواصل والتسامح، التي تتماشى مع الشعار الرئيسي للمعرض، وتسهم في تعزيز التعاون والعمل المشترك مع المجتمع الدولي بهدف الارتقاء بجودة الحياة من خلال التنمية المستدامة.

ويقام الجناح على أرض تزيد مساحتها على 15 ألف متر مربع، ويتكون من أربعة طوابق، طابق علوي يخصص للضيافة وبمساحة تصل إلى 1,717 متراً مربعاً، وطابق ميزانين بمساحة 584 متراً مربعاً تتضمن مناطق مخصصة لتقديم الدعم، وطابقين للعرض بمساحة تتجاوز 12 ألف متر مربع.

منطقة الاستدامة

اختارت العديد من الدول منطقة الاستدامة مقراً لأجنحتها في إكسبو دبي، ومن ضمنها البرازيل التي يرفع جناحها شعار “معاً من أجل تنمية مستدامة”، ونظراً لكون أكبر نهر في العالم يجري في أراضيها، ستشكل المياه أبرز ملامح الجناح البرازيلي. حيث سيتضمن نموذجاً لحوض الأمازون، يمكن للزائر أن يسير خلاله أو حوله ليشهد مناظر وأصوات وعبق مناطق الأنهار في البرازيل. وسيتيح الجناح للزوار اكتشاف المزيد عن التنوع الحيوي الغني في البرازيل والإمكانات الخاصة بالإنتاج المستدام.

ومن جانبها ستعمل التشيك من خلال جناحها الواقع في منطقة الاستدامة على تقديم أجواء ربيعية ومبادرات مبدعة متمحورة حول الممارسات والمفاهيم المستدامة ويرفع شعار “ربيع التشيك”، وسيدهش الجناح زواره بالمعروض الرئيسي المتمثل بإنشاء أرض خصبة في ظروف صحراوية قاسية، وذلك من خلال استخلاص بخار الماء من الهواء، وهي تكنولوجيا مثيرة تخلق إمكانات هائلة، كما يتضمن الجناح أيضاً نماذج  ومعروضات تجسد تاريخ جمهورية التشيك الطوال في مجال صناعة الزجاج.

وفي منطقة الاستدامة أيضاً، ستمزج سنغافورة في جناحها الطبيعة بالعمارة لتبرز قدرتها على الابتكار الحضري، ويستكشف الجناح رحلة الإنسان نحو الاستدامة والتكيف والعيش مع الطبيعة، إذ يضم نموذجاً مصغراً من غابة استوائية غناء يدعمها نظام بيئي صفري الطاقة قائم بذاته من خلال فضاء أخضر ثلاثي الأبعاد مزين بأشجار الغابة، تغطيه حديقة معلقة زاهية. ويمكن للزوار التنزه عبر ممرات طبيعية متموجة وحدائق مخروطية بارتفاع 9 أمتار تبرز شهرة سنغافورة لكونها مدينة في حديقة. وسيمضي الزوار في رحلة تجريبية عبر الجناح حيث يعيشون أجواء وأصوات الطبيعة في الحديقة الأرضية والحدائق المخروطية والحدائق المعلقة، بالإضافة إلى حدائق على شكل مخاريط تتوشح بخضرة النباتات تشكل نقاطاً مركزية للجناح وتشمل معروضات تبرز تراث سنغافورة الطبيعي وحلولها الحضرية المبتكرة والأنواع العديدة من أزهار الأوركيد التي تنمو وتزدهر فيها، كما يضم الجناح  منصة مفتوحة متعددة الأغراض تعلو الحدائق المخروطية، تحميها مظلة شمسية ويبردها رذاذ رقيق.

أما ألمانيا، فتهدف من جناحها الواقع في منطقة الاستدامة باعتباره يتيح لزواره رحلة معرفية نحو مختلف فضاءات الاستدامة، ويحمل الجناح اسم “ملتقى ألمانيا” ويتميز بتصميم «تركيبي» على هيئة حرم جامعي يتألف من وحدات منفصلة تتقاطع في ردهة فسيحة تضم مسرحاً ومطعماً، ليقدم بذلك صرحاً فنياً مذهلاً يجسد المفهوم الرئيسي للجناح. وسيوفر الجناح الذي صمم ليكون وجهة للمعرفة والبحوث والتواصل، تجربة تفاعلية مصممة خصيصاً لكل زائر على حدة، في الوقت الذي يستعرض فيه أحدث الابتكارات الألمانية في مختلف مجالات التكنولوجيا والعلوم.

وأثناء زيارة الجناح، سيحظى كل زائر بتجربة مخصصة يقدمها نظام المساعد الذكي، وهي تقنية متطورة سيتم الكشف عنها للمرة الأولى على الإطلاق خلال المعرض. وسيكون هذا الجهاز مرافقاً غير مرئي يصطحب الزوار في رحلتهم عبر الجناح ويقدم لهم معلومات مفيدة. وفي ختام الرحلة ضمن الجناح، سيدرك كل زائر الأهمية الحقيقية للعمل الجماعي في سبيل المضي قدماً نحو الاستدامة، وأن القضايا التي توحّد البشرية أكثر من تلك التي تقسمها.

وبدورها اختارت هولندا منطقة الاستدامة لإقامة جناحها الذي يستعرض حلولاً مستدامة عبر إبداع خارج المألوف، إذ يشكل عالماً مصغراً له مناخه الخاص باعتباره مبنى ذكياً يزخر بالحلول المستدامة. وسينتج المياه والطاقة والغذاء من خلال إبداعات تشمل مزرعة عمودية مخروطية الشكل. وسيقام المبنى باستخدام مواد محلية سيتم إعادة تدويرها بعد انتهاء إكسبو لتقليل البصمة البيئية، وسيتم التحكم بالطقس بداخله بطريقة طبيعية، ويتجسد موضوعه الرئيسي في “تكامل الماء والطاقة”.

منطقة الفرص

تشكل منطقة الفرص في إكسبو 2020 دبي موقعاً مثالياً لأجنحة العديد من الدول التي تركز في مشاركتها بالحدث على مفهوم الفرص بمختلف تشعباته وآفاقه الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

من خلال شعاره الرئيسي “الابتكار لمستقبل مشترك”، وانطلاقاً من منطقة الفرص، سيركز جناح المملكة المتحدة، المستوحى من مشروع للعالم الراحل ستيفن هوكينغ، على استعراض الخبرة البريطانية في قطاعي الذكاء الاصطناعي والفضاء، وسيقدم لمحة ملهمة عن المستقبل، تستكشف مختلف النواحي من الرحلات التجارية في الفضاء إلى الذكاء الاصطناعي، فمن خلال تصميمه الذي يشكل رسالة نحتية مُضاءة يكون كل زائر لإكسبو مدعواً للإسهام فيها من خلال قصيدة مرئية متغيرة باستمرار يكتبها الذكاء الاصطناعي باستخدام إسهامات الزوار سيتم عرضها على واجهة الجناح الخارجية.

واختارت سويسرا أيضاً منطقة الفرص مقراً لجناحها الذي يعكس طبيعتها الغناء وتنوعها بدءاً من المناظر الخلابة، ووصولاً إلى المشروعات والأفكار المبتكَرة من أجل مستقبل مستدام. ويقدم الجناح السويسري، المستوحى من الخيمة البدوية، نمطه المعماري التكعيبي المميز بواجهته التفاعلية العملاقة، ويرحب بشعوب العالم ليدخلوا هذه المغارة البلورية السويسرية. وسيتيح الجناح لزواره فرصة الانطلاق في نزهة عبر بحر من الضباب أو في رحلة شيّقة على بساط سحري، فيما تظهر الطبيعة السويسرية الخلابة في الأفق.

وتحت شعار “أوكرانيا الذكية: وصل النقاط” يركز الجناح الأوكراني في منطقة الفرص على 3 مجالات تتمثل في الحياة الذكية، والتفكير الذكي، والإحساس الذكي، ويسعى الجناح لإبراز كيف يمكن للأفكار والابتكارات أن تساعد في بناء مستقبل أفضل لنا جميعاً.

وسيضم الجناح اختراعات مثل الدراجة الكهربائية التي يمكنها السفر لمسافة 380 كلم دون الحاجة لإعادة شحن البطارية والستائر الشمسية التي تولد الطاقة ليستعرض روح الابتكار في أوكرانيا، كما يسلط الضوء على ثقافتها وتراثها وحياة أبنائها.

منطقة التنقل

 تبني منطقة التنقل في إكسبو دبي جسور التواصل بين العالم لتدفعه إلى الأمام وتكسر الحاجز بين العالمين الواقعي والرقمي من أجل بناء مجتمع عالمي متجانس نتبادل فيه المعرفة والأفكار والبضائع بشكل أسرع من أي وقت مضى، وفي هذا السياق اختارت العديد من الدول منطقة التنقل كمقر لأجنحتها باعتباره القطاع الرئيسي الذي سيحظى بالتركيز الأكبر خلال مشاركتها في إكسبو دبي.

ومن جناحها الواقع في منطقة التنقل والذي يحمل شعار “حلم السماء الزرقاء”، تسعى أستراليا للتعريف بما تزخر به من طموح وإبداع  والاحتفاء بالتنوع والتعاون وتصور إمكانات لا حصر لها.

وسيعرف الجناح زوار إكسبو 2020 دبي على التنوع العرقي والثقافي في أستراليا، إذ ما يقرب من نصف الأستراليين إما ولدوا في بلد آخر أو إن أحد والديهم على الأقل مولود في بلد آخر.

ينحدر الأستراليون من 300 أصل ويتحدثون أكثر من 300 لغة. وسيقدم الجناح أيضاً الابتكارات العلمية في استراليا، فمن أول علماء الفلك في العالم إلى القياس الدقيق للنجوم والمجرات والكون، يأتي علم الفلك الأسترالي في طليعة الأبحاث والاكتشافات الدولية بما في ذلك في علم الفلك البصري/ بالأشعة تحت الحمراء والراديو والفيزياء الفلكية النظرية.

ومع أن أستراليا تشتهر بطبيعتها وشواطئها وجبالها وصحاريها وغاباتها المطيرة، إلا أنها قدمت للعالم بعضاً من أفضل الاختراعات على غرار تقنية الواي فاي، جهاز تنظيم ضربات القلب، لقاح سرطان عنق الرحم، ومسجل رحلة الصندوق الأسود، الأوراق النقدية المصنوعة من البوليمر.

 

ومن جانبه يحمل جناح روسيا الواقع في منطقة التنقل شعار “عقل مبدع يقود المستقبل” وتصل مساحته الإجمالية إلى 3630 متراً مربعاً بارتفاع يصل إلى 26,6 متر، فيما يعكس تصميمه فكرة الحركة الدائمة بوصفها ضماناً للتنمية الناجحة، كما يجسد فكرة التنقل والنقل وتقاطع مختلف خيارات التنمية والتطور سواء للبشر أو للتقنية، وستركز التقنيات التي ستعرض ضمن الجناح على التنقل من خلال تقديم أفكار ومشاريع متنوعة، فيما يتسم برنامج الأعمال الخاصة بالجناح بالتنوع والديناميكية، وسيتم استعراض الإنجازات المعاصرة والتقليدية.

ويتكون مبنى الجناح الروسي من قبة دائرية تبرز على سطحها الخارجي شبكات خيوط أنبوبية متشابكة بألوان متعددة ويتغير اتجاه الألوان في هذه الشبكات بشكل مستمر بحيث لا تبدو لها نقطة نهاية أو بداية بما يرمز لعملية الإدراك المعرفي التي لا تنتهي والسرعة المتنامية للتطور والحركة نحو الأمام التي لا يمكن إيقافها.

كما ستعمل كوريا الجنوبية في جناحها على استعراض عجائب مستقبل التنقل تحت شعار “كوريا الذكية، تحرك العالم نحوك”، وسيستمع الزوار بتجربة غامرة أثناء السير في ممرات الجناح، حيث فنون العمارة الفريدة مع عدد من التجارب الفريدة المرتبطة بالتنقل.

ويعد الجناح حلقة وصل إلى عالم من الاحتمالات المفتوحة، ويعرض ما لدى كوريا من قوى ناعمة وتقنيات في مجال التنقل، بما يشجع على التخيل والبحث عن المعنى الأعمق ويُعطي لمحة عن مستقبل التنقل

بشار أكرم (صحفي اقتصادي)

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض