FS Mars 2

استثمار روعة الفضاء لإثراء التعليم في الإمارات

يعد تطوير قطاع الفضاء في أي بلدٍ تحدّياً كبيراً، ولعل أهم أسباب ذلك هو عدد الأشخاص الذين يتمتعون بكفاءات عالية يحتاجها أي مشروع فضائي في العالم، فالأمر لا يقتصر على قيادة متمكنة للمشروع مع أفراد متوسطي الخبرة لتسيير مختلف جوانبه، إنما يتطلب أن يكون كل فرد في الفريق ملمّاً بجوانب عديدة شديدة التعقيد والتشابك.

واستطاعت الإمارات أن تقدّم للعالم عدداً كبيراً من الكفاءات المبهرة في هذا المجال، ولكن ذلك جاء كثمرة عمل طويل ما زال مستمراً حتى يومنا هذا، ويتمثل في إثارة اهتمام طلاب المدارس منذ المراحل العمرية المبكرة بقطاع الفضاء، ما يدفع العديد منهم لرسم مخططاتهم للدراسة الجامعية وحياتهم المهنية، مما يؤدّي بهم للعمل على مشاريع خارج كوكبنا.

وكما يرى ماثيو تومبكينز، مدير مدرسة جيمس فيرست بوينت، فإن فوائد تعريف الطلاب بهذا العالم لا تقتصر فقط على قطاع الفضاء، إنما تثري تجربتهم التعليمية أياً كانت المسارات التي سيختارونها في حياتهم، ويضيف قائلاً: “نعمل مع طلابنا دائماً كي يكتسبوا أكبر قدر ممكن من المهارات والمعارف الجديدة، والتي يستفيدون منها في الإجابة على الأسئلة المحيرة التي قد تواجههم في المدرسة والحياة عموماً، والغموض المحيط بالفضاء الخارجي يشكّل حافزاً مذهلاً لفضول الطلاب ويشعل مخيلتهم، إذ يجعلهم يفكرون بطريقة أكثر إبداعاً، مستلهمين كل الأفلام والكتب التي تحاول تخيّل ما يحتويه هذا العالم الغامض على بعد سنواتٍ ضوئية من كوكبنا الصغير”.

وفي حين تتبوأ الإمارات موقعاً ريادياً في مجال الأقمار الصناعية، فإنها منذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014 وتقديم أول رائد فضاء إماراتي عام 2019 تتقدّم بخطى ثابتة في مجالات السفر الفضائي واستكشاف الفضاء، ويرى تومبكينز أن “العيش في الإمارات يتيح لأطفالنا حافزاً وفرصة قيّمة للمساهمة في تطوير قطاع الفضاء والعمل في هذها المجال، ومع التطور المتواصل الذي تشهده المنطقة، سيتولى أطفال الإمارات رسم ملامح التغيير المقبل في المستقبل وتصدّره”.

وتحتفي اليوم مدرسة جيمس فيرست بوينت بطالبين في الصف الثاني عشر شاركا في تحدي المجلس العالمي لأجيال المستقبل، سانيدي غوديباتي وأديتيا جاريوالا، وقد طُلب منهما تصميم حياة مثالية في كوكب جديد، وكان السؤال الذي حاولا الإجابة عليه هو: “لو كنتما بين أول مستوطني الكوكب الجديد، أي أخطاء في كوكب الأرض ستحاولون تفادي تكرارها؟”.

وتقول سانيدي: “لقد فكّرت بذلك ملياً، وتمعنت في المشاكل التي يواجهها عالمنا والأشياء التي نراها تسير بشكل خاطئ. إن كنتُ من أوائل سكان الكوكب الجديد، سأضمن ألا يكون مجتمعنا الجديد قائماً على الطمع، الذي أرى أنه يتسبب بكل المشاكل الكبرى التي يواجهها العالم الآن. مثلاً إزالة الغابات من أكبر الظواهر المدمّرة التي تحصل كل يوم، وسببها هو التحوّل الصناعي والطمع. أريد أن أحافظ على أكبر قدر ممكن من الطبيعة، وهو أمر أهمله البشر هنا”.

أما أديتيا، فيرى أن القضية الأهم التي يجب الاهتمام بها هي عدم تكرار مشكلة التغير المناخي، ويقول: “سأساعم في تثقيف الطلاب منذ سن مبكرة حول حماية البيئة وآثار التغير المناخي، وسأستخدم حالة كوكب الأرض الحالية كمثال على ذلك. التفكير بكوكب مثالي ساعدني كثيراً على التفكير بحلول لتحسين كوكبنا. دراساتي الجغرافية ضمن برنامج المستوى المتقدم قامت ببلورة أفكار بشكل ممتاز، إضافة إلى تزويدي بالحقائق الكفيلة بدعم وجهات نظري”.

ويضيف أديتيا قائلاً: “كل الأفكار التي طرحتها من أجل الكوكب الجديد قابلة للتطبيق على كوكب الأرض: الأنشطة والقواعد التي سأضعها للكوكب الجديد قابلة للتكرار هنا على الأرض الآن. إن بدأنا من الآن على الفور، لن نصل إلى وضعية نضطر فيها للبحث عن أرض جديدة في المستقبل القريب. كوكبنا عانى بما فيه الكفاية من أفعالنا لوقت طويل، وقد آن الأوان لنبدأ بإصلاح الأضرار والتصرف بوعي أكبر”.

يذكر أن المجلس العالمي لأجيال المستقبل جزء من برنامج “المجلس العالمي” في إكسبو 2020 دبي، ويرعى محادثات مع فئة الشباب ليتحاوروا حول مجموعة متنوعة من المواضيع والمحاور التي تهم أجيال المستقبل، على أن تثري الأفكار والأسئلة التي ستنتج من هذه المحادثات محتوى المجلس قبل وأثناء وبعد إنزال الستار عن إكسبو 2020 دبي.

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض