اختتمت يوم 14 مايو 2025 فعاليات الدورة الثامنة من معرض الخدمة الوطنية والاحتياطية للتوظيف، الذي أقيم في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي، بمشاركة أكثر من 80 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، وتمثيل 30 قطاعاً متنوعاً، وزيارة أكثر من 20 ألف مواطن إماراتي على مدى ثلاثة أيام من 12 إلى 14 مايو.
افتتح المعرض اللواء الركن طيار إسحاق صالح محمد البلوشي، مساعد رئيس الأركان للقدرات المشتركة بوزارة الدفاع، حيث قام بجولة رافقه خلالها كبار ضباط وزارة الدفاع وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية وعدد من كبار المسؤولين.
واطلع اللواء على الفرص الوظيفية المتنوعة المتاحة للمجندين، إلى جانب المبادرات والتسهيلات التي يوفرها المعرض بدعم من وزارة الدفاع، بهدف تمكين خريجي الخدمة الوطنية للإسهام في بناء جيل واعد من الكفاءات الوطنية القادرة على تعزيز الابتكار والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية المستقبلية.
وقال مساعد رئيس الأركان للقدرات المشتركة في هذه المناسبة: «يشكل معرض الخدمة الوطنية والاحتياطية للتوظيف في نسخته الثامنة منصة وطنية رائدة تعكس مدى التزام مؤسسات الدولة بتمكين خريجي الخدمة الوطنية ودمجهم في سوق العمل، بما يسهم في تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتنمية رأس المال البشري».
وأضاف «إننا في وزارة الدفاع نفخر برؤية هذه الكوكبة من الشباب الإماراتي الذين أظهروا الانضباط والكفاءة خلال فترة خدمتهم، وهم اليوم على أتم الاستعداد لتسلم أدوار فاعلة في مختلف القطاعات الحيوية بالدولة».
وضم معرض الخدمة الوطنية والاحتياطية للتوظيف في نسخته الثامنة هذا العام أكثر من 80 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، تمثل نحو 30 قطاعاً متنوعاً، وتسعى هذه الجهات إلى دعم وتشجيع أكثر من 20,000 مواطن ومواطنة لتحقيق النجاح المهني والمساهمة في مسيرة التنمية الوطنية.
ويأتي تنظيم هذا المعرض انطلاقاً من رؤية هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بأهمية دمج مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية في سوق العمل، وتيسير التواصل مع الجهات المشاركة في المعرض، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.
ورش عمل متخصصة
وعلاوة على الفرص الوظيفية التي وفرها، قدم المعرض هذا العام منصة معرفية متكاملة، من خلال تنظيم أكثر من 40 ورشة عمل متخصصة، قدّمها أكثر من 40 متحدثاً من الخبراء والمختصين العالميين في مجالات متنوعة.
وتناولت هذه الورش طيفاً واسعاً من الموضوعات التي تُواكب المتغيرات العالمية في سوق العمل، أبرزها: تأثير التكنولوجيا الحديثة والابتكار على بيئة العمل، ومستقبل الوظائف في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وتأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة وغيرها من المواضيع، حيث تهدف هذه الورش إلى توسيع مهارات ومعارف مجندي برنامج الخدمة الوطنية وخريجيها، وتدريبهم على اجتياز مقابلات العمل، واختيار المسار الوظيفي المناسب.
وتهدف الجلسات التفاعلية إلى تعزيز جاهزية مجندي وخريجي الخدمة الوطنية للانخراط بثقة في سوق العمل المتطور، وتوسيع آفاقهم المعرفية بما يتماشى مع متطلبات الاسواق العالمية. كما تساهم في بناء جيل من الكفاءات المواكبة للتكنولوجيا، المتمكنة من أدوات المستقبل، والقادرة على الابتكار والتميّز في شتى المجالات.
ويؤكد الحدث السنوي أهمية ربط خريجي الخدمة الوطنية والاحتياطية مباشرةً مع الجهات الراغبة في استقطابهم، وفتح قنوات التواصل الفعّال معهم.
ويأتي تنظيم هذا المعرض في إطار رؤية دولة الإمارات الاستثنائية والمستمرة في تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الكوادر الوطنية هم الثروة الحقيقية، وأن بناء المستقبل يبدأ بتأهيل جيل قيادي قادر على مواجهة تحديات العصر، والانخراط بفاعلية في عملية التنمية الشاملة والمستدامة.
وفي هذا السياق، أكد العميد حمد خليفة علي النيادي، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، خلال زيارته للمعرض أهمية تمكين المجندين والخريجين وفتح آفاق مهنية واسعة أمامهم، مشيداً بمستوى المشاركة من الجهات الوطنية.
من جهة أخرى، أكد العقيد الركن جمال ناصر البلوشي، المتحدث الرسمي لمعرض الخدمة الوطنية للتوظيف 2025 أن المعرض يعكس التزام القيادة الرشيدة بتمكين الكفاءات الوطنية، ويأتي في إطار دعم «رؤية الإمارات 2031» الهادفة إلى بناء اقتصاد تنافسي معرفي يقوده المواطن الإماراتي، مشيراً إلى أن رسالة المعرض لهذا العام هي أن «خدمة الوطن لا تنتهي بانتهاء فترة التجنيد، بل تفتح الأبواب لمستقبل مهني وعطاء وطني مستدام».
وقال إن المعرض استقطب نحو 20,000 مواطن من خريجي الخدمة الوطنية وطلبة الجامعات والباحثين عن عمل، بمشاركة أكثر من 55 جهة حكومية وخاصة، تقدم فرصاً نوعية في قطاعات الدفاع، والأمن، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، والطيران، والبنوك، والتصنيع، إلى جانب برامج تدريبية وتعليمية وورش تفاعلية لتأهيل المجندين لسوق العمل حيث يمثل المعرض منصة استراتيجية لتمكين شباب الوطن من الانخراط الفاعل في مختلف ميادين العمل، وتعزيز عطائهم الوطني بعد انتهاء فترة الخدمة.
وأضاف البلوشي أن المعرض شهد توسعاً كبيراً هذا العام من حيث الجهات المشاركة ونوعية الفرص، مشيراً إلى أن المبادرة تسعى لربط خريجي الخدمة الوطنية بفرص عمل فعالة تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز مشاركتهم في مختلف القطاعات.
الجهات المشاركة
ونوّه بأن الجهات المشاركة تشمل شركات ومؤسسات وطنية وعالمية تقدم برامج توظيف وتدريب وورش عمل تفاعلية، تُركز على تنمية المهارات الرقمية والقيادية، وتأهيل المجندين لسوق العمل في المستقبل، بما يعكس توجه الدولة نحو اقتصاد معرفي قائم على تمكين الإنسان.
وأوضح أن المشاركة هذا العام تشمل جامعات ومراكز تدريب ومؤسسات وطنية وعالمية، ما يعكس الثقة المتنامية بقدرات المجندين الإماراتيين، لافتاً إلى أن المعرض لا يقتصر على خريجي الخدمة الوطنية، بل يشمل جميع المواطنين الباحثين عن فرص نوعية في القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن النسخ السابقة من المعرض أسهمت في توظيف آلاف المواطنين، وعززت وعيهم بمتطلبات سوق العمل، محققة نتائج استثنائية في ظل تكامل الجهود بين المؤسسات الوطنية، مؤكداً أن معرض 2025 يواصل هذا النهج من خلال قاعدة بيانات متكاملة تسهّل التواصل بين الجهات وخريجي الخدمة.
تغطية: رازي عزالدين الهدمي
تصوير: بدر محمد خوروه
