positive-725842

دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة

تشير دراسة استمرت 16 عاماً إلى أن الحفاظ على الإيجابية يمكن أن يقلل من خطر فقدان الذاكرة في منتصف العمر.

وتتبع الباحثون أكثر من 10 آلاف شخص تزيد أعمارهم على 50 عاماً ووجدوا أن أولئك الذين يتمتعون بمستويات أعلى من الرفاهية كانوا أكثر عرضة لتحقيق نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة.

كما أفادوا بشعور أكبر بالتحكم والاستقلالية والحرية في اتخاذ الخيارات مقارنة بالآخرين.

ورغم أن العلاقة كانت صغيرة، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أنها مهمة.

وقال المؤلف المشارك «جوشوا ستوت»، أستاذ الشيخوخة وعلم النفس السريري في جامعة «كوليدج لندن»: «تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم التفاعل بين الرفاهية والذاكرة بمرور الوقت. إنها تقدم رؤى جديدة حول كيفية ارتباط الرفاهية المبلغ عنها ذاتياً بالذاكرة والعكس صحيح. بينما نتائجنا أولية، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية الأخذ في الاعتبار التأثيرات النفسية والاجتماعية على صحة الدماغ مثل الذاكرة».

وتتبعت الدراسة 10 آلاف و760 رجلاً وامرأة فوق سن الخمسين شاركوا في الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة. وتم تقييمهم في الرفاهية والذاكرة كل عامين، ما مجموعه 9 مرات خلال فترة الدراسة التي استمرت 16 عاماً، بدءاً من عام 2002.

وفحص الباحثون قدرة الأشخاص على تعلم واسترجاع 10 كلمات على الفور وبعد تأخير. كما تم تقييم الرفاهية باستخدام استبيان جودة الحياة، الذي يبحث في مجالات مثل المتعة والتحكم والاستقلالية.

وشملت الأسئلة التي طُرحت على الأشخاص عبارات مثل: «أستطيع أن أفعل الأشياء التي أريد أن أفعلها»، و«أشعر أن الحياة مليئة بالفرص».

مستوى الرفاهية

وجدت الدراسة علاقة صغيرة ولكنها ذات دلالة بين ارتفاع مستوى الرفاهية وتحسن الذاكرة، والتي استمرت حتى بعد أخذ أي اكتئاب في الاعتبار.

واقترح الباحثون أسباباً قد تجعل الرفاهية تؤثر إيجاباً على الذاكرة، مثل أن الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لممارسة الرياضة، مما يحسن الصحة.

وأضافوا أن العمر والجنس وعوامل نمط الحياة الأخرى والحالة الاجتماعية والاقتصادية قد يكون لها أيضاً تأثير سلبي أو إيجابي على الرفاهية والذاكرة.

ولم يجد المؤلفون أي دليل على أن ضعف الذاكرة هو الذي يسبب انخفاض مستوى الرفاهية لدى بعض الأشخاص، لكنهم أكدوا أنه لا يمكن استبعاد ذلك.

وقالت «إيما تايلور»، مديرة خدمات المعلومات في مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، محذرة من أن هذا البحث هو بحث قائم على الملاحظة وأنه لا يزال هناك حاجة لمزيد من العمل لفهم كيفية ارتباط الرفاهية الإيجابية والذاكرة: «العناية بقلبك، والبقاء يقظاً، والبقاء على اتصال هي مفاتيح حماية صحة دماغنا مع تقدمنا في العمر».

وأضافت: «العناية برفاهيتنا العقلية تلعب دوراً مهماً في صحتنا العامة. ولم يفت الأوان أبداً للبدء في اتخاذ خطوات للحفاظ على صحة أدمغتنا طوال حياتنا وتقليل التأثير المدمر للخرف».

وقالت الدكتورة «إميلي ويلروث»، الأستاذة المساعدة في العلوم النفسية والدماغية بجامعة واشنطن في «سانت لويس، ميزوري»، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: «في المستقبل، سيكون من الرائع أن يتمكن هذا البحث من البناء على أسس أبحاث الذاكرة المستمرة لإبلاغ الاستراتيجيات التي تدعم الصحة الإدراكية لدى السكان المسنين – وهذا هو الهدف».

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض