الإمارات تبهر العالم في إكسبو أوساكا 1

بعد نصف قرن.. الإمارات تبهر العالم في «إكسبو أوساكا» بقصة أمة تصنع المستقبل

بعد رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن، عادت دولة الإمارات لتسطر حضورها اللافت في قلب اليابان، حيث انطلقت مشاركتها المتميزة في معرض «إكسبو 2025 أوساكا- كانساي»، عقب مشاركتها الأولى عام 1970.

وتحت شعار «من الأرض إلى الأثير»، يحكي الجناح الوطني الإماراتي للعالم قصة أمة تجاوزت حدود الأحلام وحولتها إلى واقع معاش، في رواية ملهمة عن جذور حضارية راسخة تتشابك مع طموحات فضائية شامخة، والتزام عميق بالاستدامة، ورعاية صحية تلامس المستقبل.

وفي منطقة «تحسين الحياة»، ينبض جناح الإمارات بتجربة حسية فريدة تأخذ الزوار في رحلة عبر ثلاث محطات آسرة تحت عنوان «الحالمون المنجزون»، حيث تتجسد قصص النجاح الإماراتية والعالمية، وتضاء مسيرة كفاءات إماراتية لامعة وعلماء دوليين تركوا بصماتهم في قطاعات حيوية؛ فمن مستكشفي الفضاء إلى رواد الرعاية الصحية وأمناء الاستدامة، يستلهم هؤلاء القادة إرثهم العريق ليخدموا المستقبل ويصنعوا فرقاً حقيقياً.

ففي محطة «الحالمون المنجزون.. التكنولوجيا المستدامة»، تتألق سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، إلى جانب رواد الابتكار البيئي مثل يوسف بن سعيد آل لوتاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «لوتاه للوقود الحيوي»، ومريم المزروعي، مهندسة طاقة متجددة في شركة «مصدر»؛ كما تحتفي هذه المحطة برواد عالميين في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة الهجينة، مثل الثنائي المبتكر مريم حسني، و«حايك فاسيليان»، الشريكان المؤسسان لشركة «هيدروويند إنيرجي»، بالإضافة إلى كل من «مارتن تاكاش» و«ساميول هورفاث»، علماء وأساتذة تعلم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.

أما محطة «الرعاية الصحية»، فتسلط الضوء على دور الإمارات في تطوير حلول طبية رائدة عبر شخصيات مؤثرة مثل الدكتورة فاطمة الكعبي، المديرة التنفيذية لبرنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظام في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وعلي اللوغاني، مؤسس مشروع «الدكتور روبوت»، والدكتورة حبيبة الصفار، أستاذة وعميدة كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة خليفة، إلى جانب باحثين دوليين في مجالات الهندسة الحيوية وعلم الأحياء، منهم «كين- إيتشيرو»، أستاذ مشارك في علم الأحياء والهندسة الحيوية بجامعة نيويورك.

وفي محطة «الحالمون المنجزون.. استكشاف الفضاء»، يبرز رائد الفضاء الإماراتي معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، محاطاً بقيادات إماراتية شابة طموحة في قطاع الفلك والفضاء، مثل محسن العوضي، مدير البعثات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، ونورا المطروشي، رائدة فضاء إماراتية – برنامج الإمارات لرواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وموزة المعلا، طالبة دكتوراه في علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة هارفرد، حيث تتيح المحطة الفرصة لزوار الجناح لاستكشاف قصص نجاح هؤلاء الحالمين الذين حلقوا بآمال أمتهم نحو النجوم.

أكثر من مليوني غصن نخيل تحكي قصة الإمارات في «إكسبو أوساكا»

في مشهد بصري فريد يجسد التقاء التراث بالابتكار، ينهض جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا – كانساي» بهيئة غابة ساحرة من الأعمدة الخشبية، في تحفة معمارية شيدت بأكثر من مليوني غصن من جريد النخيل جمعت من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتروي حكاية استلهام رمز الكرم والصمود في الثقافة الإماراتية.

ويتألف تصميم الجناح، الذي يحمل شعار «من الأرض إلى الأثير»، من 90 عموداً خشبياً شامخاً يصل ارتفاعها إلى 16 متراً لتشكل غابة بصرية تحتفي بالاستدامة والابتكار الإنساني، وتمزج ببراعة بين الحرف اليدوية الإماراتية العريقة وتقنيات النجارة اليابانية المتقنة.

وتزدان واجهات هذا الصرح الوطني بنوى التمر المعاد تدويرها، لتقدّم للعالم رؤية إماراتية فريدة تجمع بين الأصالة والاستدامة والخيال المعماري، وذلك عبر استخدام نحو طنين من هذه المادة المتجددة في تصميم الجناح ومداخله، ما يعكس أهمية حضور النخلة ليس كرمز للهوية الإماراتية فحسب، بل كمادة بناء تتجدد وتُعاد صياغتها لتروي قصة وطنٍ يعيد ابتكار موروثه بروح المستقبل.

وأكدت شيخة الكتبي المدير الإبداعي ونائبة المفوض العام لجناح الإمارات، أن تصميم الجناح يرتكز على إعادة تدوير مواد طبيعية ذات ارتباط مباشر بالبيئة المحلية، لافتة إلى استخدام مواد مبتكرة صديقة للبيئة مثل مادة «ديت كريت» لرصف الأرضيات في مدخل الجناح، وهي مادة بديلة مستدامة للإسمنت مصنوعة من نوى التمر المطحون، وهو ابتكار إماراتي خالص.

كما سلطت الضوء على مادة «ديت فورم»، التي جرى تطويرها من مخلفات النخيل والتمر، واستخدمت في تصميم عناصر مختلفة من الجناح بما في ذلك «شعار الجناح التذكاري».

وأوضحت شيخة الكتبي أن تصميم الجناح هو ثمرة تعاون إبداعي بين شركات إماراتية ويابانية وعالمية متعددة التخصصات ضمن مجموعة «من الأرض إلى الأثير»، حيث تم دمج خبرات متنوعة في العمارة، والهندسة، والتكنولوجيا وحرف النجارة والتصميم، تحت إشراف وقيادة فريق «إكسبو الإمارات»، ونجحت المجموعة في دمج شركاء مبدعين، من بينهم شركة «ريموند» الإيطالية، و«آتيليه بروكنر»، ورؤية، بالإضافة إلى استديو «إس إل أي» العالمي.

وعملت شركة «بروسيس إيغوتشي» التي تضم خبراء يابانيين في النجارة، في تطوير سلسلة توريد مبتكرة بالتعاون مع مزارعي المنطقة العربية لجمع مخلفات النخيل، وصمموا تدخلات داخلية مخصصة باستخدام هذه المادة المستدامة، بينما تولت شركة «شيلتر» اليابانية تصنيع الأعمدة الـ 90 المميزة للجناح.

أما المساحات الطبيعية لجناح الإمارات، فقد صممت لتعكس حوارا ثقافياً متناغماً، حيث تُمثل غابات «ساتوياما» اليابانية بأشجار البلوط والصنوبر الأحمر التي تزيّن الواجهة، التعايش المتناغم بين الطبيعة والإنسان، ويستمتع الزوار بظل سقف العريشة «البرغولا» المصنوعة من خشب الأرز الياباني، والمظللة بأنماط من «الخوص» الإماراتي، وهو فن تقليدي لنسج سعف النخيل.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض