DSCF8893-scaled

«اصنع في الإمارات» … منصة صناعية ترسم ملامح المستقبل

في زمن تتسارع فيه التحولات الصناعية العالمية، وتتنافس فيه الأمم على الريادة في ميادين الابتكار والتكنولوجيا، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كمركز صناعي متقدم، من خلال مبادرات استراتيجية ورؤى مستقبلية طموحة.

وتأتي النسخة الرابعة من منتدى «اصنع في الإمارات» تجسيداً حيّاً لهذا التوجه، حيث تُعد هذه النسخة الأكبر والأشمل في تاريخ المبادرة، ليس فقط من حيث الحجم وعدد المشاركين، بل من حيث عمق الرسالة التي تحملها والأفق الذي تستشرفه. ففي توسعه ليشمل 12 قطاعاً صناعياً استراتيجياً، يبرهن المنتدى على التزام الدولة بدفع عجلة النمو الصناعي نحو آفاق جديدة، تستند إلى التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة.

مكانة محورية

وتأكيداً على المكانة المحورية لهذا المنتدى في الأجندة الوطنية، اطلع مجلس الوزراء على إنجازات منتدى «اصنع في الإمارات» لعام 2024، وعلى مستهدفات نسخته الرابعة في 2025، والتي تُعد منصة وطنية رائدة لاستقطاب الاستثمارات الصناعية وتعزيز الإنتاج المحلي، عبر جمع المصنعين والمستثمرين وصنّاع القرار لتحديد الفرص التصنيعية المستقبلية.

مؤشرات نوعية

وقد أسفرت الدورات السابقة عن مؤشرات نوعية، شملت استقطاب أكثر من 13,000 زائر ومشارك، وتنظيم 200 جلسة حوارية وورشة عمل تخصصية، وتوقيع اتفاقيات تصنيع وتمويل، بقيمة إجمالية فاقت 143 مليار درهم، فضلاً عن تخصيص أكثر من 16 مليار درهم لدعم تنافسية الشركات الوطنية، وصولاً إلى مستهدفات النسخة القادمة بتحقيق فرص شراء جديدة تتراوح بين 15 و20 مليار درهم، ما يعزز بيئة الأعمال الصناعية ويرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الذي تجاوز 210 مليارات درهم في عام 2024.

ركيزة أساسية للتنوع الاقتصادي

ويعكس انعقاد هذا الحدث الهام الذي تنظمه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ومجموعة «أدنوك»، ومجموعة «أدنيك» في قلب العاصمة أبوظبي، عمق الرؤية الوطنية التي ترى في الصناعة ركيزةً أساسيةً للتنويع الاقتصادي، وبوابةً نحو المستقبل.

كما يرسّخ منتدى «اصنع في الإمارات» دوره كمحرك رئيسي لتوطين الصناعات، وتعزيز الشراكات، وجذب الاستثمارات النوعية، ليكون منصة تفاعلية تفتح المجال أمام رواد الأعمال والشركات العالمية لتشارك في رسم ملامح الصناعة الإماراتية الحديثة، التي تجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الطموح الوطني والتأثير العالمي.

ومن المقرر أن تكون نسخة هذا العام من «اصنع في الإمارات» الأكبر في تاريخها، من حيث المساحة وعدد المشاركين، إذ يُغطي الحدث نحو 50 ألف متر مربع، ويضم عدداً قياسياً من العلامات التجارية والشركات الناشئة ورواد الأعمال العارضين.

وباعتباره مبادرة رئيسية لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعية والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار»، سيعرض الحدث دور التكنولوجيا المتقدمة في تحويل الصناعات، وخلق فرص جديدة، وضمان بقاء دولة الإمارات في طليعة الابتكار الصناعي.

ويؤكد انعقاد منتدى «اصنع في الإمارات» في مركز «أدنيك» أبوظبي، من 19 إلى 22 مايو 2025، التزام دولة الإمارات بتطوير قطاع صناعي مزدهر وتنافسي مدفوع بأحدث التطورات التكنولوجية المتقدمة.

 نسخة موسعة وقطاعات حيوية متعددة

ستُمثل النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، نقلة نوعية في حجم المبيعات والتزامات المشتريات، كما ستشمل هذه النسخة الموسعة الترويج لقطاع الأغذية والمشروبات والتكنولوجيا الزراعية، التي تستعرض أحدث الابتكارات في الإنتاج الغذائي المستدام، والحلول التكنولوجية الزراعية المتقدمة لتعزيز الأمن الغذائي.

وسيوفر المنتدى عن طريق قطاع الصناعة المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة 4.0، الفرصة للاطلاع على الحلول الذكية للمصانع التي تقود مستقبل الصناعة، وتوظف الأتمتة والذكاء الاصطناعي، كما سيسلط الحدث الضوء على آخر الابتكارات في تكنولوجيا الفضاء وتطوير المركبات الكهربائية والمستقلة وأحدث الابتكارات الدفاعية.

وضمن قطاع الأدوية والتكنولوجيا الطبية سيتم استعراض أحدث الأبحاث والتطورات في مجال التكنولوجيا الحيوية وحلول الرعاية الصحية الرقمية التي تدعم المجالات الطبية، فيما سيركز الحدث ضمن قطاع صناعة السفن والقوارب على التميز الإماراتي في بناء السفن والهندسة والتقنيات البحرية المتطورة، وضمن قطاع المعادن والتشكيلات المعدنية، سيستعرض أبرز التطورات على صعيد عمليات تشغيل المعادن والتصنيع الدقيق والتطبيقات الصناعية التي تعزز الكفاءة والاستدامة.

وتستعرض النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، تطورات قطاع الكيمياويات والمواد المستدامة، وتلقي الضوء على الابتكارات الصديقة للبيئة، وحلول الاقتصاد الدائري والمواد المتقدمة لمختلف القطاعات الصناعية، فيما سيناقش الحدث في قطاع الهيدروجين، دور وقود الهيدروجين الأخضر وبدائل الوقود المستدامة والتطبيقات الصناعية للطاقة النظيفة في مسيرة دولة الإمارات المتميزة في مجال الاستدامة.

وبهدف تعزيز الصناعات في دولة الإمارات، وتبادل الخبرات والمعرفة، سيعرض الحدث ضمن قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية من الجيل القادم، أنظمة الطاقة والمكونات الأساسية التي تُغذي التحول الرقمي، فيما سيكشف الحدث في إطار قطاع الآلات والمعدات الصناعية، عن تقنيات الأتمتة وحلول البنية التحتية المُصممة لتعزيز الإنتاجية عَبّر القطاعات.

وفي قطاع البناء سيُلقي الحدث الضوء على تطورات مواد البناء المستدامة وحلول البناء الذكية والابتكارات التي تُشكل البنية التحتية الحديثة.

ترسيخ هوية الإمارات الثقافية

وسيكون هناك مشاركة متميزة لقطاع الحرف اليدوية بهدف استعراض تجربته الإبداعية التي تُرسخ هوية دولة الإمارات الثقافية، بمزج الحرف التقليدية بالتطبيقات الحديثة، واستعراض طرق دمج المهارات التقليدية في الصناعات المعاصرة، وذلك في الجناح الخاص للحرف اليدوية، الذي يقام لأول مرة في منتدى «اصنع في الإمارات».

يُذكر أن النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات»، ستكون بمثابة منصة صناعية عالمية ترسم وتقود السياسات في القطاع الصناعي، وتعزز الاستثمار والتعاون والشراكات الصناعية، وتؤكد قدرة دولة الإمارات على تطوير القطاع الصناعي على أساس استشراف المستقبل، وتعزيز التنافسية الدولية، والمساهمة في التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، إضافة لاحتفاء هذه النسخة بقصص النجاح في قطاع الصناعة الإماراتي.

ويشهد منتدى «اصنع في الإمارات» العديد من المناقشات والدراسات المعمقة حول مستقبل قطاع الصناعة في الدولة، ويعمل على دعم الشركات للاستفادة من المُمكنات والمزايا المقدمة على مستوى بيئة الأعمال، والتحول التكنولوجي، والتمويل التنافسي، والاستدامة الصناعية، بما يتماشى مع مشروع «300 مليار».

وستكون النسخة الرابعة من منتدى «اصنع في الإمارات» حدثاً استثنائياً، بفضل رؤية القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة دولة الإمارات منصة عالمية للصناعات المتقدمة، تعكس البيئة التنظيمية الآمنة للدولة والبنية التحتية المتطورة التي توفرها، بالتوازي مع جهودها لتصبح مركزاً عالمياً للصناعة المتقدمة والمبتكرة.

نقطة تحول في مسيرة الصناعة الوطنية

وفي هذا السياق، قال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «أدنيك» إن الدعم الذي تحظي به النسخة الرابعة لمنتدى «اصنع في الإمارات» 2025 من قبل القيادة الرشيدة يعكس الأهمية الكبيرة للحدث الذي يشكل نقطة تحول في مسيرة الصناعة الوطنية وازدهارها.

وأكد الظاهري أن الدورة الرابعة من «اصنع في الإمارات» ستوفر بيئة مثالية تعزز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتدعم نقل وتوطين المعرفة في الدولة، وتسرّع من وتيرة تبني التكنولوجيا المتقدمة.

وأضاف: «نفخر في مجموعة «أدنيك» بتعاوننا الاستراتيجي مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في تنظيم واستضافة النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات» التي أصبحت واحدة من أبرز المنصات الوطنية الهادفة إلى تسريع وتيرة التحول الصناعي في دولة الإمارات وتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للتصنيع والتكنولوجيا المتقدمة».

توسع فئات جوائز «اصنع في الإمارات» إلى 15 فئة

أعلنت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إطلاق النسخة الثالثة من جوائز «اصنع في الإمارات»، لتكريم الشركات الوطنية والأجنبية المساهمة في تعزيز النمو الصناعي المستدام في دولة الإمارات، وتوسيع نطاق الجوائز لتشمل 15 فئة بدلاً من 10 فئات، تندرج تحت 5 تصنيفات رئيسية: هي التميز في المحتوى الوطني، ومصنع المستقبل، والممكنات الصناعية والشركاء الاستراتيجيين، والريادة والمواهب، والحرف اليدوية.

وسيشهد العام 2025 لأول مرة تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، طرح فئة متخصصة لجائزة «اصنع في الإمارات» – فئة حرف الإمارات للأفراد والشركات، لتكريم الحرفيين والشركات المساهمة في تطوير نمو وتنافسية الحرف التراثية الإماراتية، وتسليط الضوء على الحرفيين الإماراتيين، وتمكينهم من الوصول إلى الممكنات والحوافز المقدمة من خلال «مشروع 300 مليار».

وتم فتح باب الترشيح واستقبال طلبات الشركات والأفراد للمشاركة في «جوائز اصنع في الإمارات» في إبريل الماضي 2025، وسيتم الإعلان عن الفائزين وتكريمهم، بحضور كبار قادة الصناعة والمسؤولين والخبراء والمستثمرين وجهات التمويل، في حفل خاص ضمن أعمال النسخة الرابعة من منتدى «اصنع في الإمارات».

وتعدّ «جوائز اصنع في الإمارات» جزءاً أساسياً من جهود الوزارة للمساهمة في تحفيز كافة الجهات المعنية والمستثمرين ورواد الأعمال للاستفادة من التجارب الناجحة والمشاركة في تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات.

إنفوجرافيك

«اصنع في الإمارات».. نجاحات مبهرة ومؤشرات نوعية

استقطبت دورات المنتدى السابقة أكثر من 13,000 زائر ومشارك

تنظيم 200 جلسة حوارية وورشة عمل تخصصية

توقيع اتفاقيات تصنيع وتمويل بقيمة إجمالية فاقت 143 مليار درهم

تخصيص أكثر من 16 مليار درهم لدعم تنافسية الشركات الوطنية

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض